عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

1 أبريل 2014

علكة بم بم!







السيارات الفاخرة!
الساعات الباهظة!
المساحيق ذو ماركات عالمية!

هذه الأشياء التي تجعل الإنسان يصاب بالجنون وينبهر ويندهش ويصبح فاغر الفاه ويشعر من شدة هول المفاجأة أنه سوف يغمي عليه في التو واللحظة, هذه مجرد أشياء مثل أي شيء في الحياة ولكن تختلف مفهومها من إنسان لآخر -بمعنى أدق من حياة إنسان لأخر- فهناك من يملك المال ويهدره هنا وهناك دون أن يحمل هم لشيء ولا تسعده تلك الأشياء لأنه قد اعتاد عليها وحينما يعتاد الإنسان شيء فلا يسعده بعد فترة, وهناك إنسان آخر حياته مثلما يقولون( علي أد حاله) مستحيل أن يشتري مثل هذه الأشياء قد يستطيع فيما بعد ولكن الآن لا يستطيع.. ينظر إلي تلك الأشياء وكأنها نجمة في السماء وكلما نظر إليها أراد أن يلمسها ولا يستطيع, هو يحلم بها بجنون لأن ليست ملكه وليست بين يديه ولهذا لم تفقد بريقها التي تستمده من أنها بعيدة, وبدلًا من أن ينظر إلي الأشياء البسيطة التي تسعده يتركها وينظر لفوق ( واللي يبص لفوق يقع) وحينما يحب إنسانة تريد أيضًا فيما عند الآخرين بغض النظر عن حياتهم وحدودها, فمفهوم السعادة بامتلاك الأشياء تختلف من إنسان لآخر حسب تفكيره هو وليست بمفهوم الشيء, فنحن من نعطي للشيء قيمة!
وإذا أمعنوا النظر قليلًا سوف يجدوا أن هناك أشياء بسيطة تسعدهم ولا تنتمي إلي السيارات ولا الساعات ولا المساحيق ولا العطور الرهيبة التي تجعل الناس حينما يستنشقوها عليك يلهثون وراءك بالمشوار إلي أن تنقطع أنفاسهم, وفي الحقيقة الخطأ ليس فقط خطأهم بل كل شيء من حولهم يحدث الطبقات الغنية فتجد إعلانات عن أجمل الفيلات وأشيك الساعات وأشهى المأكولات, في المقابل أن الإنسان في وطنه بالكاد يجد قوت يومه فيظل يحلم بما يراه ولا يلمسه وبما تتوق له نفسه وهي بعيد كل البعد عنه!

وفي وسط كل هذا هناك من رضي بحاله ويحاول أن يسعد من حوله بما يستطيع وبما تملكه يده, قد يكون هذا الشيء كيلو موز وبرتقال أو قبلة علي الجبين أو بعض الكتب أو كلمات جميلة في حقك أو علبة مليئة بالحلويات أو جميع ما سبق, هؤلاء هم من يعرفون قدرهم أنهم بسطاء الحال والبساطة لا تعيبهم بل تزيدهم فخرًا بأنفسهم لأنهم  أبوا أن يذلوها وأن يهينوها  بتمني تلك الأشياء وهم نائمون علي الكنبة لقزقزة اللب والسوداني دون عمل أي شيء سوى التمني والندبة والحسرة علي حالهم ودون أن يحاولوا مجرد محاولة أن يعملوا بجدية لكي يصلوا يومًا أن يشترون مثل تلك الأشياء -إذا احتاجوها بالفعل وليس من منطلق البذخ والواجهة الاجتماعية الفارغة-  ولا أقول هدا من باب التهكم أو أني مغيبة عما يحدث في المجتمع و أنهم لكي يشترون مثل هذه الأشياء يحتجون إلي أموالٍ طائلة وسنين من العمل ولكني أقوله من باب أن الحلم ليس له حدود ومن أراد شيء فليتفانى من أجله وإلي  أن يتحقق هذا فليفرحوا بأبسط الأشياء في ظاهرها العظيمة في باطنها, وعظمتها ترجع لمفهومها في قلوبهم, وفي النهاية من يحبك سيقدر ظروفك  وحياتك وتفكيرك وهو ((علي قد لحافك شد رجليك)) ويحب كل شيء تشتريه له حتى لو كانت علكة بم بم!

 

هناك تعليقان (2):

  1. معاكى حق واحييكى بشده على موضوعك الرائع ده
    عمر السعاده ما كانت بامتلاك الاشياء الغاليه الثمن

    ردحذف
  2. مساء الجمال والرقى عليكى حبيبتى نيللى

    سعيده انا بمرورى على مدونتك راقيه جدا .. وعجبتنى وعجبنى اسلوبك الرشيق

    يروق لى المتابعه ان شاء الله

    يارب ايامك سعاده وهنا .. مودتى وحبى

    ردحذف

نرحب بكلماتكم العطره التى تفوح منها أجمل العبير:)

no copy

no