عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

28 فبراير 2014

المايسترو





أشعر بمشاعر غريبة..
فرح
خوف
ارتباك

هل لأني لم اعتاد الفرحة؟!
أم لأني خائفة من الخطوات التي خطوتها بقلبي قبل قدماي..

لا أعرف..
ولكن كل الذي أعرفه..
أني لن أتقهقر إلي الوراء..
سأعدو إلي الأمام..

سأحتضن فرحتي..
فأنا انتظرتها كثيراً..
والآن أشعر بها ..

تقيم حفلة موسيقية في قلبي..

وهي المايسترو..
والمايسترو هو القائد..

فيا فرحتي قوديني إليكِ دائماً!!

27 فبراير 2014

الدراجة!






أحلم كثيراً بأن أكون تلك الفتاة التي تمتطي الدراجة وتنطلق, أترك نفسي للهواء يحركني كيفما يشاء لا أقوده بل هو من يقودني أنا فقط أقود العجلة لكي لا أسقط; حتى هذه القيادة لا أرغبها..
أريد أن أترك نفسي.. أترك روحي وجسدي بدون خوف وبدون قيادة مني, بأن تسير بعيداً عن الحفر وأن تتجنب تلك الأماكن الوعرة, لا أريد أن أشعر بالقيد ولا حتى عجلتي..أريد أعيش إحساس الحرية..إحساس أن اترك نفسي للهواء دون أن أشعر بأن هناك شئ يخنقني فيقتل أجمل لحظات حياتي..ولا أخاف من السقوط..
فماذا يضر إذا سقطت مادمت امتلك القوة للنهوض مرة أخري؟!
كل ما احتاجه هو أن أكون شجاعة لكي أتحرر من خوفي..

فهل أنا أمتلك الشجاعة؟!
أم كل ما أمتلكه هو الخوف!

لماذا لم يعلمونا ونحن صغار..كيف نستطيع أن نتحرر من خوفنا؟!
وكيف نمتلك الشجاعة؟!
لماذا لم يعلمونا كيف نكون أحرار؟!

ألم يكن  أفضل من أنهم علمونا كيف نكون جبناء ونخاف حينما نخطأ في المدرسة أو ننسي عمل الواجب؟!
ألم يكن أفضل من أنهم علمونا أننا ملائكة وغير مسموح بأن نكون بشر ونخطأ!!
ألم يكن أفضل من أنهم علمونا أننا نكذب حينما نخطأ لكي نهرب من العقوبة؟!
لم تعلمنا المدرسة شئ..ألا أن نكون جبناء!!

وها أنا أدفع هذا الثمن..والحياة تعلمني الآن كيف أكون قوية وألا أخاف..
ولكن بطريقتها..طريقة بيت الرعب..
تظهر ليه عفاريت ويجب ألا أخاف وأن أصمد..
الصمود أصعب شئ في الحياة..بألا تقع ولا تضعف رغم كل المعاناة ..ورغم كل الخوف!!

والسؤال الآن..
هل سيأتي اليوم وأدخل بيت الرعب وأصمد وأكون شجاعة ولا أخاف؟!
هل سيأتي اليوم امتطي عجلة وأصمد وأكون شجاعة ولا أخاف من السقوط؟!
في الحقيقة لا أعرف..

هذه الأسئلة تجيب عنها الأيام...





25 فبراير 2014

جدران الحياة!






الإنسان الذي لم يرتدي يوماً قناعاً لن يستطيع أن يمتلكه!

 



العطر المغشوش يتبخر في لحظات بينما العطر الأصيل يبقي آثره في قلبك وروحك ويظل عالقاً في ملابسك وتعجز أجود أنواع المساحيق في أزالته!



أصعب شئ حينما تكون كالممثل الذي اختار دور لأنه مناسب له..
وفي النهاية تقمصها..
فأصبح يعيش مسرحيته للأبد!



لا يعود شئ كما كان..
لأن الزمن لا يعود..
والمشاعر لا تعود..
حتى وإن عاد الأشخاص بأجسادهم..
فنحن لا نعود معهم بأرواحنا..

23 فبراير 2014

الحلوى المنسية





ترتدي البنطلون وتضع يدك فتفاجئ بأنها تلمس شئ; فتخرجها والخوف يتملكك أن تكون حشرة قد تلدغك أو الفرحة تتملكك بأن تكون نقوداُ فتستطيع أن تجلس مع أصدقائك في مقهى, ولكنك تجدها أنها تلك الحلوى التي ذابت  جراء نسيانك أن تخرجها وتركتها إلي أن غسلت في الغسالة ولم يتبقي منها إلا الورقة وبالرغم من ذلك تتفجر مشاعرك وتكون أشبه بانفجار صواريخ العيد في سماء مدينتك, وللحظة تنسي نفسك ومكانك وهمومك وتتذكر شيئاً واحد فقط تلك الفرحة المنسية والتي عادت بتذكرك لتلك الحلوى والمتمثلة في ذكرياتك الجميلة.

واليوم تذكرت أشياء جميلة ..معها تنهدت تنهيدة حررت فرحة من قفص أحزاني, أشياء كانت منسية من زخم الحياة ولكنها لم ترحل يوماً عن قلبي;  وكيف ترحل وهي جزء من ذاكرتي ..من قلبي ..من حياتي.. جزء مني؟!

تذكرت وأنا في الصف الثالث الإعدادي حينما أهداني أستاذ محمد البحطيطي -مدرس  اللغة الإنجليزية في عيد ميلادي كارت غلافه منقوش بالزهور; وحينما فتحته صدر منه أنغام موسيقيه  والأنوار تضاء منه وكتب بداخله بخط يده المميز - فكنت أعرف ملزمته دون أن أقرأ اسمه علي الصفحات- تلك الكلمات كانت تحمل في طياتها تمنيات بالمزيد من النجاح والتوفيق..كم كنت سعيدة بتلك الكلمات  وبحضوره عيد ميلادي! لأني كنت أري معلمي قمر ينير حياتي بعلمه وتدعيمه لي في أصعب مراحل حياتي؟!
ورغم حرصي علي المحافظة علي هذا الكارت إلا أنه مع مرور الوقت محيت الكلمات وسكت عن العزف وانطفأت أنواره إلا أنه مازال حياً بقلبي!
وعرفت حينها أنه ليس كل ما أحرص عليه لا يضيع, فالضياع قد يأتي في جميع الأحوال ولكن المهم أنه حينما يأتي لا أشعر بالندم أنه ضاع مني بسبب استهتاري!
 تذكرت أيضاً وأنا صغيرة حينما كنت أذهب مع أمي إلي السوبر ماركت, وأضع العملة المعدنية في القطار الصغير ويظل يهزهزني يميناً ويساراً.. كم كنت سعيدة؟!
استمتع فقط بهذه اللحظة لا أفكر في الأمس ولا في الغد..
 أفكر فقط في لحظة ركوبي القطار الصغير; ورغم أنه صغير إلا أنه يجعل الفرحة عارمة في قلبي لدرجة أني أشعر كما لو أركب قطار كبير حقيقي يسير علي قضبان حديدية, وليس أي قطار.. ذلك القطار الأسود الذي يخرج منه الدخان ويصدر منه صفيرا معلناً عن قدومه!

تذكرت وأنا صغيرة حينما كنت أحلم بأن أحول عربة الطفل-التي كانت تجلس فيها أختي وهي صغيرة- إلي عربة صغيرة فأركب لها عجلة قيادة تشبه عجلة قيادة السيارة وأسير بها في الطرقات, فالمشوار من بيتنا إلي بيت جدتي كان ينهكني ولكي استمتع بالشمس الطازجة والهواء العليل ومشاهدة زجاج العربات المزينة بقطرات الندي في الصباح..حينما أتذكر ما كنت أفكر به أضحك كثيراً ثم أقول لنفسي: ولماذا الضحك؟! هذا هو خيال الأطفال ليس له حدود مثل السماء..هو فقط يحتاج إلي البراح..والأطفال يمتلكون ذلك البراح الذي لا يملكه معظم الكبار!

الذكريات الجميلة..
هي تلك الحلوى المنسية في جيبي..
التي ذابت مع مرور الوقت..
ولكنها مازالت تنبض في روحي..
جعلتني ابتسم..وأشعر بأن وجهي مضيء مثل الطرقات المضيئة ليلة رمضان!
جعلتني أصغر ..وأعود إلي سن الطفولة والمراهقة!
جعلتني أتنفس.. المس.. احتضن الفرحة!
جعلتني أشعر بأن الأمل مازال يقطن بين ضلوعي المهشمة!
جعلتني لا أرمي تلك الورقة المتبقية من قطعة الحلوى..
بل احتفظ  بها بين صفحات دفاتري!
تلك الدفاتر التي هي وفية لي..
ولا تسمح أن يضيع شئ من بين صفحاتها العتيقة!

no copy

no