عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

30 نوفمبر 2013

حولية 119- أنا في سطور




أعشق الأقلام الرصاص والملونة والكتابة هي وطني الذي أعرف فيه هويتي..
 ولكني مازالت لا أتقن قراءة الواقع..
فهل يجب  أن أتعلم قراءته أم هو من انسلخ عن جلده وتبدل حاله؟! 
ولهذا أعشق عالمي لأنه قليلاً من الواقع وكثيراً من الخيال..
لا أعيش الوهم ولكن أعيش عالمي..
 لأني أتقن قراءته وأفهمه وأعرفه حق المعرفة..
وهذا أهم شئ  في الحياة ..
أن تعرف و تتقن قراءة وفهم كل شئ فيها..
أحيانا يكون صعباً ولكنه ليس مستحيلاً!

27 نوفمبر 2013

حولية 118- رسالة- إلي صديقة ما!



مساء الكريمة المثلجة,,



أعلم أنك تحبيها كثيراً وبرودتها دافئة بالنسبة لروحك  ليس أنتي فقط بل كل إنسان دفئ الجسد بارد الروح يقطن في بيوتنا وفي طرقتنا وفي وطنا, ولكن أتعلمين أن حبك لها شئ جميل لأنها لن تخذلك يوما ولن ترحل عنك إلا إذا أنتي رحلت عنها بكرهك لها أو عدم اشتياقك لها.
دعيني أخبرك ما بداخلي..أعلم أنكِ لم تذهبي من قبل  إلي البلاد الأوربية من قبل – لعلكِ تذهبين إليها يوما لأنكِ تحلمين بالهجرة -  أصبح يشبه تلك البلاد حينما يتساقط الثلج  و يغطي  كل بقاع الأرض فيتحول في لمح البصر من عالم يزدهر بألوان أبنيته وطرقاته ومحلاته إلي عالم بلوناً واحداً فقط وهو الأبيض, رغم أن هذا اللون يدل علي النقاء ولكن يدل أيضا علي البرد القارص ومعه تسكن الوجود ويسود الهدوء والفراغ من كل شئ, وهدا ما  أشعر به (فراغ)  فلم أعد أشعر بأحد ولا أعبر لعن مشاعري فلقد وصل بي الحال أني أشعر بأن التعبير عنها  أهانه وضعف وقلة قيمة, فماذا جنيت عندما شعرت وعبرت وتحدثت؟ جنيت (وجع) أشعر به كالخناجر يطعني كل يوم في مكاناً جديداً في كياني, ولم أعد أتحدث لأني سئمت هذه الكلمة الجوفاء ((مشاغل الحياة)) وكرهت نظرت البشر لي أني لا أعمل وليس لدي أطفال أذن إنسانة ((فارغة)) ولم أعد استطيع أن أسمع المزيد فروحي منهكة لدرجة أنها لجمت لساني, لم أعد أتحدث مثلما كنت أفعل من قبل حيث الكلمات تلاحق بعضها البعض من فرحتها برؤية الناس, أشعر بأني أصبحت منطفئة لم أعد متوهجة مثل الإبريق  حينما لا تلمعيه يوما بعد يوما يصدأ وينطفئ ومهما حاولتِ أن تجعليه كما كان لن يعود لأنه قد فات الأوان, وأنا أهملت وآذيت من البشر فهناك من استغل طيبتي وهناك من استغل سذاجتي وهناك من لعب بي الكرة, في النهاية كنت مثل اللعبة يلعبون بهم لفترة ثم يلقون بها بطول ذراعهم خلفهم ولا يهمهم أين سوف تسقط؟ ومادا سوف يحدث لها؟
  لم أفكر يوماً بتغيرهم كما تقولين, ولم أهتم بتلك التفاصيل الصغيرة  إلا لأني أحبهم, لم أقتنع يوماً بأن الإنسانية انعدمت وأنهم يصفعوني جراء حبي لهم!
دعيني أخبرك قليلة عن تلك التفاصيل الصغيرة التي سقطت مني في بلوعة الحياة ولم أعد اكترث لها ليس لأني انعدمت إنسانيتي ولكني لا اريد أن أتألم مرة أخري..
أعياد الميلاد أدونها عندي في كشكول صغير فأنا أمقت ( مواقع التواصل الإجتماعي) حينما تخبرك بأن عيد ميلاد صديقك غدا, فتنقشي له بضعة كلمات أو تضعه له صورة لقالب كيك وكفي, فأنا أحب أنا يذكرني قلبي لا هذه التكنولوجيا الصماء فأتصل بهم لكي أتمني لهم سنة جديدة واشتري لهم الهدايا المزينة بالبالونات لأني أعلم أن جميع البنات تعشق تلك البالونات المنفوخة التي تطير في الهواء, فأنا حينما اشتري هدية ليس من باب أداء الواجب ولكن من باب الحب..وحينما اختارها أفكر فيما يحب الشخص لا فيما أحبه أنا.

وترسبات تراكمت مثلما تركمت لديكٍ وتسببت في انسداد صمامات قلبي..
تعلمين أني أغلقت حسابي علي موقع التواصل الاجتماعي  وفتحت آخر..
ولكن سرعان عدت..
لأني سألت نفسي سؤالا واحد..
من أخبركِ بل وأكد لكِ أن حساب القديم ليس بأصدقائك وحسابك الجديد هم أصدقائك الحقيقيون؟
و جاءتني الإجابة..
وعدت مرة أخري لحسابي القديم, كنت اندهش وأفكر..
 كيف  يصل  الإنسان إلي مرحلة فقد الثقة في كل شئ من حوله؟
أجاوبك..
حينما تنهال عليه الصفعات تصفع روحه فتهز كيانه, حينما يلكم في قلبه فالألم يشق جسده إلي نصفين وكل نصف يصارع الآخر ويتساءل ..
لماذا فعل  هكذا؟ هل أنا مخطئا؟َ
هل جزء الإحسان الصفع؟! هل يقصدون ذلك؟!
فيصل إلي ما وصلت إليه أنا الآن..
لم أعد أثق..أصدق..أحب..انتظر..
لم يعد يهمني شئ..

فأنا لم أعد أصدق إلا الأشياء..
قلمي..كشكولي..هاتفي..
قهوتي...الشيكولاتة..
وأيضا أحلامي..
رغم كل الألم والوجع..
الذي لا يرحل عني..
لكن بدونهم ما كنت وصلت إلي هنا..
نقطة الانطلاق لتحقيق حلمي بأن يكون لي كتاب يحمل اسمي يوماً..
نجاحي هو الطريق الوحيد لنجاتي وشفائي من أوجاعي..
فحينها سوف أبكي من الفرحة وهذه الدموع لها قدرة سحرية علي الشفاء من الأوجاع والأحزان المزمنة!
وهذه الأحلام هي السبب أني مازلت أتنفس..
لا أعرف كيف يستطيع أن يحيا الإنسان بدون حلم..بدون أن يتنفس!!

أتعلمين ما أكثر شئ ممكن أن يؤلمك ويشعركِ بالغباء؟!
أنك في الوقت الذي يقض مضجعك الألم..
هم يضحكون وسعداء وكأنهم لم يفعلوا بك شيئاً وينامون في فراشهم ويحضنون وسائدهم  ويتحدثون إلي هذا وذاك  أما أنتي وكأنك شئ سقط من جيوبهم ولم يعبئوا به ولم يلاحظوا أنه سقط!
أتعلمين ما هو أسوء شئ..
يسببه لنا هؤلاء الحمقى من البشر ..
يسرقون بريق فرحتنا  ويذهبون بها ليتجولون بها في آخر الدنيا..
ويتركون بداخلنا  الحزن و نتجول ونحن ثقالي موجوعين منهكين!

ثم بعد ذلك تقولين لي لا نتمنى الوجع لأحد..
وأنا أسألك .. أذا ألقي أحداً عليك حجراً وتألمتِ؟!
هل ستأخذين الحجر وتبتسمين له  وتتمني له دوام العافية؟
أما من شدة الألم سوف تلقيها عليه مرة أخري..لكي يشعر بها!

ولكن نحن يا صديقتي قلوبنا لا تقوي علي رد الضربة بنفس القوة بل نكتفي أن نلاقيها يا أما بعيداً يا أما بكل وهن فلا تصيبهم من الأساس, ولكن علي المظلوم أن يطلب من الله أن يأخذبحقه من هؤلاء الظالمين..وأنا أطلب من الله أن يأخذ حقي لأنه من حقي أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل.


و دعيني أسألكِ مرة أخري؟
إذا كنتِ بالفعل تقتنعين أن عدم ود الناس وسؤالهم أصبحت من الطباع والسمات المميزة لهذا العصر..
لماذا تشعرين بكل هذا الألم؟
لماذا تسطحين علاقاتك مع البشر؟!
لماذا تحلمين بأن تتنزهين وتزورين أماكن جديدة مع أشخاص قد تحقق وقد لا تحقق؟!
أترك لكِ الإجابة أيضاً!
أذن بعد كل  هذا..
كيف تطلبين مني أن أفعل كل شئ بمفردي؟!
أخلقنا لنكون بمفردنا  في هذه الدنيا؟!
أتكتمل جمال الأشياء إلا بمشاركة الآخرين معنا!
أتخفف معاناتك إلا بسؤال الناس عنك!!

ولكني الآن وصل بي الحال لا أريد أن أفعل شئ مع أحد وخاصة بعد أن بعت أحد الأشياء التي أحبها لكي أستطيع الخروج والانطلاق مع أصدقائي وماذا جنيت؟ 
الجميع مشغولون..

وبالتالي لن أريد الخروج مع أحد..
بل يكيفني أن أسير في الطرقات وتكون الشمس رفيقتي..
وأصلي في الجامع ويكون المصحف أنيسي..
وأدهب لأحد المقاهي..وتكون القهوة دفئي
وأعود لأواصل السير في طريق أحلامي..
 

أتعلمين ما الفرق بيننا؟

أني صادقة مع نفسي أني إنسانة وأحب أن أشعر بوجود الناس في حياتي, وإذا لم يكونوا في حياتي ويختفون بالسنين  ((فالباب يفوت جمل)) وأذا كانت مشاغل الحياة تمنعهم فلماذا أذن وصنا الله بصلة الرحم؟ التي قطعها الناس وأصبح كلمة ((عائلة)) من النوادر.

أما أنتي تكذبين علي نفسك وتضحكين عليها..مرة بأن هذه من طبيعتها هكذا ومرة بسبب التوقع..

لأنكِ لا تريدين أن تفقديهم ..وهم متأكدين أنهم حينما يعودون سوف يجدوكِ..
ولا يعلموا أنه سوف يأتي اليوم الذي لن يجدوكٍ فيه..
أتعلمين يا صديقتي ماذا نفتقد؟؟!
الحضن.. يضمنا ويدفئنا ويشفينا من جروحنا..
ولكننا وصلنا لمرحلة نتسائل..
كيف أعلم أن هذا الحضن لا يحمل في يديه خنجر أوشك أن ينخره في روحي؟!
في مسلسل علي مر الزمان..
من وجهة نظري المتواضعة يمثل الحياة فرح وحزن حياة وموت..
ولكن الذي يجعل أرواحهم صامدة أمام الريح..هو حضن العائلة ..
حيثما تجدين الحضن ستجدين الأمان والأنس والدفئ..
وحينما تفتقدينه  ستجدين الخوف والوحدة والبرد في إنتظارك..
ولا تنسي أن الموت لا يستثني أحداً..
فقد تبعدين شهور وسنين..لتفاجئ هذه مات وهذه مريضة وهذا تزوج وهذا سافر..
أما عن الأصدقاء والأنصاف..أنا لا أقبل الأنصاف.. نصف صداقة ونصف فرحة لأن أذا قبلت ((النصف)) أذن أن أعيش حياة وصداقة وفرحة مزيفة و بضعة أيام وسوف تصدمي الحقيقة كما صدمتني من قبل!
أذن صديقتي..
بماذا تفيد الهجرة يا عزيزتي والبرد يقبع روحي وسوف يسافر معي أينما ذهبت!
أما عن الوطن فلا أنا لا اقطن أي وطن..
فالوطن هو الحضن!
وأنا افتقده!
وفي الحقيقة لم أعتاد الحزن لكي يأتي الفرح..
لم أعتاد شئ لكي يرحل..
بل أعتدت الوجع لكي تنمل روحي..
فحينما تعتادين الشئ مع الوقت يكون من ضمن الخيوط التي تنسج روحك..

وعن الكتب فهي خير جليس لمن رفيقهم الوحدة أمثالي, و أوعدك أن يوماً سأقرأ لكل من كتبتي عنهم  فأنا أحب أن أقرأ لجميع الكتاب ولكن اعترف أني مازلت في مرحلة الكتاب القدامى لأني مقتنعة لكي أتعلم يجب أن أقرأ لهم!
والأغاني أحب كل فن راقي بغض النظر عن حياتهم أو ماذا يقول عنهم الناس..
 في المقام الأول فنهم!
وأنا أحب كثيراً حمزة نمرة وزاب ثروت وكاريوكي!
أما عن حياتي فأنا استردها بهوادة لكي لا انتكس ..
المشكلة كما تقولين دائما..
أن الحياة مستمرة..
والكرة الأرضية تلف ونحن معها..
لا تتوقف ولا نحن نتوقف..
و دوام الحال من المحال..
لا الحزن يدوم ولا فرح يدوم!
ولا ناس تدوم!!
الدوام لله وحده!
ومازلت أؤمن أن الفرحة تنتظرنا دائما في مكانا ما في هذا العالم..
فكما للحزن مكان..
أيضاً للفرح مكان..
ستجديه حينما فقط تسعي إليه!!
ولكن لا أؤمن أن الفرحة بسبب أشخاص بل أشياء!
قد تكون حلمك!!


ولكن ما أخافه وأرتعد من مجرد التفكير فيه..
أني أظلم ناس يحبوني بالفعل..
ظلم بمعني أني لا أهتم بهم بسبب ما عانيت..
وهم يستحقون الاهتمام والحب والثقة والصدق!

وهذا مرهقاً للغاية فلم أعد أبالي بشئ..
وهذا يتطلب مني  أن أراقب من حولي.. 
ولكن أحيانا أقول أن من يحبني لن يتركني مهما بعدت..
سيحب أن يكون بجواري..لن يرحل إلا إذا أهملته..
وأنا في الأغلب لن أهمل من يحبني بصدق!

والصدق هو أن مواقفه معي تخبرني بذلك..

ولن أري ما أتمني رؤيته..
بل أري الحقيقة!
 

والسلام ختام,,

كتبت في يوم الأربعاء

الموافق  27-11-2013
الساعة:4 فجراً

علي مكتبي الخشبي

القاهرة.

بدون موسيقي لأن الإنترنت بطئ!





no copy

no