عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

30 ديسمبر 2013

هل يخفي القمر؟






هذه السنة٢٠١٣  لن أروي الأحداث المرة، لأن ما حدث قد حدث وأهم شئ فيما بعد الحدث،  فلكل حدث نتيجة ولكل نتيجة قرار وهذا أهم شئ ( القرار) وبناء علي ذلك فلقد قررت الآتي:



الباب الذي أوصدته لن افتحه حتي إذا طرق بدل المرة مئة لأني لن أعود إلي المصارف الصحية!



ليس شرط من يحبني أحبه ولهذا لن أجبر نفسي عليهم لأني صادقة مع نفسي فأنا لا أحبهم!



أنا أفعل ما أحبه ليس فقط وأنا سعيدة بل وأنا حزينة أيضا فهذا هو التوقيت المناسب لكي أشعل فتيل السعادة في روحي المظلمة!



استمتع بالفراشة وهي تطير فوقي وتعتبرني زهرتها وأنا اقتنصها لأنها ببساطة فرصة!



أفتح الأبواب لصداقات جديدة ولكني أعطي لنفسي فرصة أن نتجول قليلا في فناء روحي قبل الدخول إلي قلبي!



أن أري الحقيقة لأن ليس كل ما يبدو لنا هو حقيقة فقد تكون فقط صورة رسمنها من الخيال!



لن أضحك في وجه من أوجعني.. لأني لن أكون حمقاء!



أحتضن كل شئ وإنسان أحبه فقد افقده اليوم!



ألا يغيب المعني من حياتي!



الفرح والحزن رفيقان!



لن أتخلى عن دنيتي مهما حاولوا أن يدمروها!



الأهم من النسيان..يجب أن أتعلم كيف أنسي؟!





أتعلم شئ جديدا .. فكل ما هو جديد فرصة'



المحاولة لا تكون فقط حينما أسقط ولكن أن استمر في المحاولة كل دقيقة لأن الحياة معاناة!



ورغم أن هناك أحداث لن أرويها لأنها لا تستحق أن تسجل وتؤرخ في مدونتي, هناك أحداث يجب أن تحكي لأنها المشهد الرئيسي الذي حول حياتي إلي الأفضل, وتستحق أن تسجل وتؤرخ لأنها من أجمل أيام حياتي والمؤثرة فيها فهي كالومضات التي أضاءت طريقي!



عندما ذهبت مع دينا لتسليم المسابقة، فهذه أول مرة اشترك في مسابقة وبالأخص مع دينا.. لن أنسي هذا اليوم بكل تفصيله، فالسعادة كانت ترقص أمام عيناي وتقول ليه: أخيرا تقابلنا ..لقد هرمنا من أجل الوصول لهذه اللحظة!



وحينما يسيرني القدر إليك وقابلتك..عرفت حينها إنها رسالة من الله تقول لي: لا تتوقفي عن الكتابة مهما عانيتي بل استمر في طريقك!



وحينما جلست مع نور علي الأرض في الشرفة، عرفت حينها أني مازلت استطيع أن اضحك من أعماق قلبي!



وعندما سافرت إلي شرم الشيخ وأهدتني السيدة البدوية أسورة وفي نفس اليوم أهداني بائع البخور (علبة بخور) عرفت أن الله يحبني، وأن الفرحة قد تأتيك بدون سابق إنذار لدرجة أنك تشعر في لحظة أنك لفظت الحزن من بين ضلوعك!



وعندما جاء القط ( بيكهام) إلي البيت ليتزوج قطتي ( جوجو) صعبة الميراث ونام علي رجلي واحتضني بأحدي يديه ودفئ جسده غمر روحي..شعرت أن هناك في الحياة ما يستحق الحب، وأن الحيوان يجب أن يتعلم  منه الإنسان كيف يحب وكيف يعبر عنه؟!



 وحينما رحل ( بيكهام) و ( جوجو) ظلت تبحث عنه، وأنا لم أتحمل فراقه فلقد أحببته وبكيت لأنه استطاع بحنانه أن يحتل مكانا في قلبي لا تغيب الشمس عنه، وجعلني أعرف أني مازلت إنسانة ودموعي لم تجف كما كنت أتخيل ولكنها جفت فقط وانقطعت عن مدن الذي  يسكنها مصاصي الدماء!



وحينما سألت سؤالا عابرا لـ ( رضوي) عن رأيها في المسلسل الصيني الذي يذاع علي القناة الثانية, ردت عليه أنها لا تحب المسلسلات المد بلجة لأنه يفسد العمل الفني ومن الأفضل أن أشاهده بالغته الرسمية لأني سوف أشعر بالاستمتاع, ومن يومها وأنا قررت أن أدخل اهتماما جديداً إلي  دائرة اهتماماتي, وفكرت وسألت نفسي: لماذا لا أشارك الآخرين اهتماماتهم وأشعر بما يشعرون؟ هل دخولي إلي طريقاً جديداً سيفتح لي طرق أخري ؟



لا أعرف شئ إلي الآن..إلا شئ واحداً وهو أني شعرت بالبهجة لأول مرة في حياتي, تلك البهجة التي أتت بدون تجهيز أو تخطيط  في الوقت المناسب, ولم أكن أعرف قبل هذا الموقف أن البهجة قد تأتي وأنت سابحاً في بحر أحزانك وتحاول مجاهداً إلا تغرق فيها لأنك إدا غرقت ستلقي حتفك حتماً, لم أكن أعرف أن سوف يأتي شئ يبهجني فيكون طوق النجاة الذي ينقدني ويصلني إلي الشاطئ, ورغم أني مازلت علي شاطئ بحر أحزاني ولكن علي الشاطئ الحياة مختلفة, تستطيع أن تري وجوه أخري للحياة وأنا رأيت لأول مرة كم تكون السماء والبحر والرمل في غاية الجمال حينما تزينها البهجة..أول مرة أشعر أن لحظة فرحتي أكبر من حزني, ففي كل مرة كنت أفرح فيها أشعر بحجر يتحرك مثل مندول الساعة معلقاً بحبل في حلقومي ويتدلي ويتحرك في روحي فيصدم بقلبي ويسمعني دقاته; ليذكرني به وبأنه لن يرحل عني بصدي ضحكاتي..ولكن لأول مرة أشعر بأن مندول الساعة توقف وأبي أن يتحرك ويبدو أن البهجة سحبت طاقته ولن يقوي علي الحركة بعد.







وحينما أهدتني نور (هدية) كتاب لا تحزن و شيكولاتة, جميل أن يهديك إنسان هدية بدون مناسبة ولكن بمناسبة إنها تحبني فقط, والأجمل أن يهديك هدية بما تحبه أنت وليس ما يحبه هو, الهدية حينما يكون رفيقها المفاجأة والحب..تكون أجمل هدية في العالم.



وحينما يهديني زوجي الفرحة في كل لحظة وفي كل وقت لأنه كل الذي يتمناه أن يري عيناي تلمعان من الفرحة وينطفئ فيهما الحزن!



وحينما شاهدت المسلسل الكوري( مقهى الأمير), هذا المسلسل أثر في قلبي بشكل كبير لعل السبب في الحب والجنون اللذان يسيطران عليه, فكم تمنيت أن أركب العجلة وأتجول بها في الطرقات بدون أن يضحك عليه أحد ؟ وكم تمنيت أن أمتلك مقهى لأني أحب الإسبرسو ودبل ماكيتو وجميع أنواع القهوة فبمجرد  أن استنشاقها الابتسامة تزين شفتاي و عيناي؟ وكم تمنيت أن أكون مؤثرة مثل ( أون شان) وجميع الناس تحبني لبساطتي ومساعدتي لهم؟



اعتقد ترك بصمة  في قلبي لأني عوضني عما افتقده!

ولأني شعرت بأن الحياة لم تمت ومازالت موجودة في أماكن أخري علي الكرة الأرضية!



وحينما شاهدت الفيلم  الكوري ( البحث عن الحب الأول) بطولة (جونج يوو) الفيلم فكرته قائمة علي ( القدر) ومهما خوفنا من النهايات يجب أن نسير للنهاية لكي نعرف قدرنا ولكي نبدأ بداية جديدة, فكرته رائعة وأعجبتني لأني شعرت بأنه يتحدث عن فكرتين في فكرة وهي القدر والسير إلي النهاية وحتى إن كانت النهاية مؤلمة ولكن هناك بداية جديدة تنتظرنا دوما بعد كل نهاية.



ومن أكثر المشاهد المؤثرة..حينما انتهت البطلة من أكل ( كيس من الحلوى) وترك قطعة واحدة ومع ذلك قالت:  خلصت!

فقال البطل: مازالت هناك واحدة..

فردت قائلة: لا أكل القطعة الأخيرة مطلقا..

لماذا؟

أنني إن لم أصل للنهاية..سوف أتمكن من الاحتفاظ بذكري جميلة للتجربة.





وفي كتاب آخر الدنيا- قصة آخر الدنيا..

من أكثر الكلمات التي تركت أثر في قلبي..



(ظل زمناً طويلا واقفاً في مكانه لا يفكر ولا يرى ولا يسمع ولا يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل, وكان أول ما تحرك فيه يده, وتحركت لتزيد قبضته عليها, وخاف عليها من عنف القبضة فخففها, ثم سار ووجد نفسه يتوقف بلا سبب, وما كاد يتوقف برهة حتى أحس بفرحة حلوة طاغية وأدرك أنه وجدها, حقيقة وجدها.



وراح يقذفها بحرص لتعود تختلط بالزلط وينقض عليها, وتستميت قبضته ليعود يفتحها ويقذفها ويفرح حين يجدها, ولكنه لم يلبث أن عدل عن إضاعتها, فقد خاف أن تساهيه كأبيه و تذهب ويفتش ولا يجدها. خاف إلي درجة كاد يعتصر نفسه ويبكي, فهو خلاص لم يعد يريد أن يساهيه شئ ويذهب ويأخذ روحه معه, إلي درجة أصبح حلمه كله أن يستمر في هذه اللحظة إلي الأبد, فهو لم يعد يريد شيئا; لا أب ولا مدرسة ولا جدة ولا حتى يوم آخر يستيقظ من أجله وينام في آخره..لم يعد يريد إلا أن يظل يحس أنها عادت إليه وأنه عاد إليها وأنها ستبقى معه وسيبقى معها دون أن يقطع هذا البقاء حادث أو ضياع).



وأنا لا أريد أن يساهيني شئ ويرحل عني, فأنا لا أتحمل تبعات الفراق لأنها تكون مثل الزلازل الذي يزلزل روحي ويسبب لها تصدعات وشروخ لا تلتئم بسهولة وقد لا تلتئم نهائيا.



ومن المشاهد المؤثرة في مسلسل التركي علي مر الزمان- الموسم الثالث, حينما قال( خالد) الذي قتل ابنه بسبب صراعات الأحزاب السياسية لعثمان: هناك من أوقع شاهدة قبر أبني أيمن..و يجب أن تأتي هنا دوما لكي تضعها مكانها كلما أسقطها أحداً!



شعرت فيها بعمق المعني بالرغم أن المشهد لم يكن إلا دقائق معدودة, شعرت وكأنه يوصيه علي ابنه الميت وصديقه في نفس الوقت, وشعرت أن الاهتمام لا يخص فقط الأحياء بل الأموات أيضا يحتاجون الاهتمام بهم..لأن الإنسان لا يفقد الاهتمام بموته بل مستمر في الحالتين حياً إن كان أو ميتاً!





وتظل حياتنا مجموعة من الأحداث, أحداث حلوة ومرة وكل منهم يترك أثره في قلوبنا مثلما تترك أقدامنا آثارها علي الرمال, ويجب ألا يؤثر فينا المر ويغيرنا للأسوء بل فقط نتعلم منه, وألا نسحب أيدينا من أيدي الذين يحبوننا بصدق بسبب من أوجعونا ولم يقدروا حبنا يوماً..يجب ألا نتغير بل نتعلم متي نضحك؟ ومتى نتجهم؟ نتعلم كيف يعبر وجهنا عما يشعر به قلبنا؟! ونشعر من أوجعنا أنه أخطأ في حقنا ليس للأعتذار ولكن لكي يعرفون شئ واحدا أنهم خسرونا!



وأنا لم أخسر نفسي وهذا أجمل شئ..



 بل تعلمت دوما أن أكسب..

ولقد كسبت أجمل شئ في آخر هذا العام..



أني أتعرفت علي رضوي..



كسبت فرحة جديدة..



بلمسات بسيطة أضافتها إلي حياتي..



وأجمل أغنية اختم بها 2013 هي EXO - The Star (Korean Ver) إيقاعها يشعرني بسعادة متناهية, سمعتها وأني سأرقص عليها يوما..تلك الرقصة المجنونة التي تعقب معرفتي بأني نجحت في تحقيق أحلامي, وسوف أحققها إن شاء الله علي مشارف 2014 وسأقف وسيراني كل من أخطأ في حقي..

فهل يخفي القمر؟

29 ديسمبر 2013

دنيتي!

مباشر من دنيتي





هي أشياء..
ليست مجرد أشياء..
بداخلها حياة..
عمقها من عمقي..

تحكي عني دائماً..

عن وحدتي ..

وأنا أحكي أنها أشياء..
بالنسبة للعالم ضئيلة..
وأنا ضئيلة بالنسبة لها..


تحتضنها أرض و تزينها سماء ..
وتفوح منه العطور..
ولا تتوقف فيها المقطوعات الموسيقية..
ولا تمل تلك الفتاة الصغيرة التي ترتدي ملابس البالية..
من الرقص في الميادين..

ولا أمل فيها من مشاهدة أجمل القصص في صندوق الدنيا..
وأتمنى أن تحكي يوما عني وعن أشيائي..


فتحكي عن الشيكولاتة التي تلطخ وجهي ..
وأشعر معها كأني طفلة في الملاهي..
 التي لم تركبها قط لأنها تخشاها دائما..

وعن القهوة التي تترك آثارها حول شفاهي..
وأشعر معها وكأني إنسانة تجلس برفقة أحدهم..

ونشاهد  سوياً العالم من أعلي..
فالعالم من أعلي يكشف الحقيقة..
ونكتب لأننا نعشق الكتابة..


و عن رقائق البطاطس ..
التي انهال عليها وكأني لم أكلها منذ زمناً طويلا..

وأشعر معها وكأني في مدينة البندقية..
 استمتع برجفة جسدي الخائف من المركبة..
وأتمنى أن أسكنها وهي تسكني..


وعن الكتب المتراكمة..
التي أضعف إمامها واشتري المزيد والمزيد..
رغم أني لم انتهي من قراءة الكتب التي اشتريتها..
وأشعر معها أني أشبه بالمثقفين..
 الذين يرتدون قبعات ويجلسون في أحدي المقاهي العتيقة ..
وأقابل كاتبي المفضل..
فأسأله ماذا يقصد عندما قال هذه الجملة في الراوية؟!
هل يدين البطل أم البطلة أم الاثنين معا؟!


وعن الأقلام الملونة والرصاص والجاف..
التي لا تعد ولا تحصي..
وأشعر معها بأن العالم ملكي ..

وعن مذكرتي الصغيرة الوردية..
التي ترافقني ومسكنها حقيبتي..
وأشعر معها بأن أفكاري لن تضل  طريقها أبداَ..


وعن البخور الذي يملأ خزائن ملابسي
 وأشعر معه  بأني في أحضان الكعبة..


عن  المسك..
الذي أعطر به سجادة الصلاة..
فأشعر معه بروحي نقية..


عن  الدراما ..
التي أحلق في سمائها..
وأشعر معها بأن مازال هناك حياة..
تقبع في أماكن مختلفة علي الكرة الأرضية..



وعن  قطتي..
التي تكاد تصبيني بالجنون لمطالبها التي تنتهي..
وأشعر معها بأني مازلت إنسانة..
ولم يستطيع البشر أن يحولوني قلبي لقطعة خردة..

وعن الموسيقي..
التي تتحرش بكلماتي..
فتجعلني أكتب إحساسي بصدق..
وأشعر بها رغم أني أحيانا لا أتقن فهم لغتها..

وعن البالونات..
التي تجعلني أصل في لمح البصر لآخر الدنيا..
وأشعر معها بأني مازلت طفلة ولم أكبر يوماً!

وعن السجادة..
المنقوش عليها نساجون شرقيون..
وأشعر معها بأني اعتليتها وأصبحت بساط الريح..
وسفرت بها كل البلاد التي أحبها!
..

يظل يحكي صندوق الدنيا عني وعن أشيائي..
 ولا تنتهي قصتي معها..

فهي..

تدفئني..
بدونها كانت تجمدت روحي!

تحيني..
بدونها كان مات قلبي!

تحدثني..
فحينما يحتلني الصمت
وتعلو الجدران من حولي..
ويصبح البشر مثل الأصنام..

تبدأ معي في حديث لا ينتهي..
فأضحك لها..

وهم يعتقدون أني أضحك لهم..
ولا يعرفون أني لم أعد معهم..

منذ زمنا طويلا..

منذ أن فقد قلبي دفئ كل شئ في وجودهم..
منذ أن فقدت روحي دفئ عناقهم..
منذ أن فقدت كلماتي فرحتها ومذاقها..

ولهذا أشيائي ليست مجرد أشياء..

بل قصة من قصص صندوق الدنيا!

لأنها ببساطة..

دنيتي!
كل لمسة فيها دفئ يدب في روحي الحياة!
 








no copy

no