عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

17 يناير 2013

أعماقي!





في الآوانة الأخيرة تغيرت من أعماقي، أعماقي التي ليس لها نهاية و لا أعرف  ما هي حقيقتها؟! 


هل هي تشبه ( أعماق البحار) في صفاؤها ونقاؤها وتقلبها أحياناً أم تشبه ( أعماق الحدائق) في خضرتها ونضارتها وعطرها أم تشبه ( أعماق الصحراء) في قسوتها وحرارتها أم تشبه ( أعماق الأطفال) في برائتهم وذكائهم أم تشبه( أعماق الدنيا) في صخبها ولهوها !



في الحقيقة لا أعرف إلي أي عمق أنتمي!



ولكن أعلم جيداً أن ( معتقداتي) السابحة في أعماقي كانت من ( اللافلزات) غير موصلة جيدة لحرارة الحياة،  معظمها تغير للأحسن وليس للأسوء، فحين تتغير معتقداتك للأحسن تشعر بنشاط  في الدورة الدموية لروحك ولقلبك ولعقلك بل لكيانك بأكمله وحينا تتغير للأسوء تشعر بأن روحك وقلبك وعقلك بل كيانك بأكمله ينصهر!



ولكن دعني أعترف أعترافاً سرياً الذي سوف يصبح علانياً الآن أن ( تغير معتقداتك اً ليس بالشئ السهل بل صعباً، فالمعتقدات تتوارث مثلما تتوارث الأملاك وتسقي مع حليب الأم منذ الصغر وكلما تكبر تكثر معتقداتك  سواء من الأهل أو الجيران أو الأصدقاء أو الدنيا وتصل معك إلي درجة الإيمان بها والتي لا يمكن أن تكفر بها مهما كانت الظروف!



ولكل منا معتقداته منها (معتقدات منطقية)  مثلما اعتقد أن ليس هناك مايسمي ( بالصدفة) وإنما هو ترتيب إلهي أن نلتقي في نفس الوقت وفي نفس المكان لسبب يعلمه الله، وكما اعتقد أن كلما أجتهدت في تحقيق حلمي فمن المؤكد سوف أجني ثمرة مجهودي.



واعتقد أن في (القهوة) سر في أنها تجعلني أتذوق الكتابة علي عطرها فتمنحني طاقة، اعتقد السر في إيماني بها وحبي لها!



وهناك معتقدات خرافية..وما أكثر الخرافات الذي أكفر بها مثل الخرزة الزرقاء والكف والعروسة الورق التي توشك أن تنطق لكي تستغيث من الألم!



ومنها معتقدات تحمل الخير وتنشر السلام وهناك معتقدات شر تحمل الحروب لذاتها أولاً ثم لمن حولها، ومنها معتقدات تودأ بحياة صحابها للجنون.


وتختلف ( المعتقدات) من شخص لآخر ومن بلد لآخر..



ولتغير( المعتقدات) للأفضل يلزمك شيئاً واحداً هو ( الإدراك).. أن تدرك أن معتقداتك قابلة للطي وألقائها بعيداً إذا كانت خاطئة أو طيها ووضعها في قلبك إذا كانت علي صواب..



وأنا أدركت أشياء كثيرة..معظمها كانت في نظرتي للحياة..



أدركت بأن الحياة مثل ( فيلم سينمائي ) تتكون من بطل وسنيد وكومبارس، هناك من اجتهد  واستحق لقب (البطل) عن جدارة، وهناك من قبل أن يكون (سنيد) للبشر في حياتهم و تكون حياته طريق للمارة يقفون فيه وقتما يشئون ويغدرون وقتما يشئون ويبتعون من وقته وراحته ما يريدون، وهناك  (الكومبارس) الذي لا دور له يذكر فهو دوره ثانوي في الحياة مجرد ظل، فإذا اختفي من الحياة لم يترك أي آثار تدل علي وجوده!



أدركت أن هناك فرق بين (حب البشر ) لك  و( أتقائهم لشرك) فرقاً شاسعاً!



أدركت أن (حب الناس) لك يأتي من ( منبع الود) أن تودهم وتسأل عليهم وتشاركهم فرحهم وحزنهم وصحتهم ومرضهم ليس بأن تلوك ببعض الكلمات وإنما بأن توقد روحك من أجلهم.. حينها ستشعر بحب الناس الذي معه تشعر بأن الله يحبك!



أدركت بأنه يجب أن لا أكون لطيفه طوال الوقت، فلقد علمنا أهلنا بألا نرد علي الناس وأن نصمت أو نبتسم ونصمت ونسواا أن يعلمونا أنه ليس في كل وقت وليس مع كل البشر ونسوا بأن ( حق الرد مكفول للجميع ) مادام في حدود اللياقة والأدب!

جعلونا نصمت لحد الغليان.. ونتكلم حينما نكون انصهرنا من داخلنا!



أدركت بأني أضحك بداخلي  عندما يقابلني أحداً بوجهاً متجهماً لأن نار الغيرة مني تحرق قلبه وهذا دليلاً علي تميزي!



أدركت بأن لك إنسان دوره في الحياة الذي لا يستطيع أحداً أن يقلده أو يقوم به والذي لا يجب أن يتخلي عنه مهما حدث!



كما أدركت في ( الكتابة حياة) حياتي ووجودي، فالكتابة ليس أن أكون من ضمن كتب مرصوصة أعلي الرفوف يمر عليه المارة مرور الكرام، وليست الكتابة بأني أدلل علي كتاباتي بين المارة فأدخل لعدد كبير المدونين لكي يردون الزيارة، فالكتابة ليست بضاعة أروجها، بل الكتابة هي أن أسمي بروحي وأن أرتقي بفكري وأن أقرأ للمدونين يستحقون أن يقرأ لهم وأن يقرؤون لي بتمعن ويقولون أرائهم في كتاباتي ولا يكونوا من يكتبون ردود مثل البرقيات( ولكي مني أجمل التهاني.. رائعة ياسكر.. )



أن أكتب وأكتب من أجلي ومن أجل الناس!



أدركت أن (علاقات البشر) صعبة وشائكة ومن الأفضل أن تجعلهم علي ضفة حياتك الأخري ولا تقرب منك ألا الذي يستحق، ولا تمد يدك لتأخذ الحب والاهتمام ولا تكثر من الإتصال حينما لا يرد عليك أحد، فمن يحبك لن يغيب عن سماؤك مهما كانت الظروف سوف تشعر بوجوده دوماً حتي وإذا غاب عنك!



أدركت بأن ( قوم أمهاتنا وأؤباؤنا) لن يتغيرون ولهذا يجب علينا أن نتعامل معهم علي هذا الأساس.. لأن إذا حاولت أن تغيرهم سوف تكون مثل الذي ( يضرب رأسه في الحيط)



أدركت أن (مشكلتنا) تكمن في عدم التفكير بشكل عام!



أدركت أن ( الإلهام) مصدره قلبي!



أدركت أن ( صعوبة تغير العالم) تكمن في أننا نريد نغير ( الكرة الأرضية ) بأكملها واستحالة يحدث هذا، وإنما ( التغير ) يكون أصح عندما يكون علي ( مستوي كرة أرضية حياتك) فلكل منا له كرته الأرضية ويقطن بها بشراً يستطيع أن يؤثر بهم بالإيجاب!

أدركت بألا أدمر نفسي بسبب حرائق حزني بل أطفاءها برياح أرادتي والنابعة من إيماني بقيمتي!

أدركت أن في ( عمل الخير) سعادة!



أدركت بألا أصدق كل ما يقال لي بل أصدق مايفعل معي!



أدركت أن لكي أنجح يكفيني أن يؤمن بي إنساناً واحداً لا أكثر!



أدركت ليس معني حبي مساعدة الناس والاستماع لهم أن اسمح لهم ينهبون وقتي!



أدركت بألا أهدي ( هدية) لأحد ألا الذي يستحق.. لأني لا أعرف أن أهدي منا لا يستحق لأن وقتها سوف آكون منافقة!



أدركت بأن أتحكم في ذاتي ولا أسمح لأحد أن ينزعني من نفسي!



أدركت حينما افتقد شئ.. أبحث عن بديل يعوضني لحد ما ويدوي إحساسي!



أدركت أن الحنين روح القلب!



أدركت لماذا كل شئ شر وسئ ورديئ ينتشر ويتفاقم؟ لأن الذين يحملون الخير والجمال يتأثرون وينتظرون أن الدنيا تكون جنة لكي يبدعون وهم لم يدركوه أن هذه هي الحياة، صاخبه لدرجة الجنون وهادئة لدرجة الموت!



أدركت أن معظم ماكنت أعتقده وأؤمن به كان سلبياً وجافاً من الحياة وعقيماً..



ولهذا كفرت بها وأمنت بمعتقدات تجعلني أكثر تصالحاً مع ذاتي!



وتجعل أعماقي أكثر هدوءً ونقاءً وخضرة،،



تجعل أعماقي تقلص من قسوتها،،



وتهدأ من صخبها ولهوها!



أن تكون أعماقي بها سكينة!
















no copy

no