عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

31 ديسمبر 2014

هذه السنة





مكتبي 




هذه  السنة مرت كالقطار
نظرت من نافذتها
صفعني هواءها
لكي أفوق من سباتي
ومع كل صفعة
كبر عقلي واحتار قلبي
وأخذت خطوة في حياتي
على الرغم من إنها صغيرة
إلا إنها كبيرة بدفئها
ووصلت إلى أخر المحطة ونزلت
ووجدت الفرحة القطنية امتصت عرقي المتناثر فوق جبيني!
ورأيت أشجار الكريسماس تنتشر في الميادين كالقناديل
تمنيت أن أرى السنة القادمة أشجار أحلامي مضيئة بما حققته!

11 ديسمبر 2014

ممنوع الاقتراب أو التصوير





عيناي قرأت هذه الكلمات على المنشئات العسكرية

ولكني اندهشت حينما قيلت
على طفل له صلة دم بي

لم أحزن!
مثلما لا أحزن من الشتاء الذي يغرق الطرقات بأمطاره
 ويبلل ثيابي
ويصيبني بالأنفلونزا!

 


ا



 
 

8 ديسمبر 2014

الوتد-خيري شلبي







خيري شلبي
كاتب وروائي مصري
دار الشروق -مصر
الأديب خيري شلبي سرد مجموعة من القصص من خلال إنسان عاش بداخل كل قصة؛ وكأنه يقول: أنه لن يشعر أحدًا بقصتك إلا أنت لأنك أنت من عاشها، جمال تلك القصص مستمدة من واقعها البارد الدافئ بأسرتها غنية كانت أم فقيرة، يأخذك في رحلة على بساط الريح ترى فيها الشخصيات وحكاياتهم، وتري أيضًا الأماكن القاطنين فيها فتأثروا وأثروا، ونجح أن يجعلك تشعر بمشاعرهم سواء حزن أو فرح؛ فتجد أن الشخصيات ومشاعرهم وأماكنهم مقطوعة موسيقية واحدة لا ينفصلوا عن بعض.
وتدور أحداث القصص الأربعة في الريف المصري، ويظهره لك وكأنه لوحة حية ؛ فترى طرقها وتسمع أهلها وتتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وتشم رائحة طعامهم من سد الحنك وشوربة العدس في ليلة شتاء والشاي الذي يغلى تفله كذا مرة وكرسي الدخان ولمبة الجاز.
ومركز كون القصص هو الوتد؛ والوتد هنا هي الأسرة وعلى وجه الخصوص المرآة المصرية الريفية التي تمتلك قوة تحمل وصبر لا ينافسها فيها الرجل، ففي قصة ((الوتد)) كانت ((فاطمة ثعلبة)) تلك المرآة العجوز التي تمتلك لسان كالسوط تدير منظومة بيت بأكمله يضم أبنائها الرجال بزوجاتهم وبأبنائهم، ظلت طوال حياتها هدفها الأول والأخير أن يظل الأخوات وزوجاتهم وأبنائهم يعيشون في جسد واحد وروح واحد في هذا البيت.
وفي قصة ((المنخل الحرير)) يعرض لنا مسئولية امرأة عن بيتها من بداية المال الذي تأخذه من زوجها لشراء القمح من العطار-لتخبز الخبر- إلى أن تصل أن تصل إلى البيت لتنخل الدقيق بالمنخل، ويرافقها في الطريق ابنها الصغير وطوال الوقت تصرخ فيه لكي يلحق بها ولا يتوه عنها، والذي يستغل فرصة انشغال أمه لكي يلعب مع الأطفال، ودائمًا يشعر بتعبها وإرهاقها بمجرد أن يلقي برأسه على حجرها الدافئ؛ ذلك الدفء الذي يسرقه من أحضانها في  أوقات جلوسها لنخل القمح.

وفي قصة ((العتقي)) يستعرض حال أسرة بأكملها وحال بلدة ومجتمع من خلال حذاء؛ فهو أول شيء ينظر إليه المرء في بلدتهم ويقيس من خلاله مقامه.فشبشب ((مبروكة الشيالة)) الذي تآكل نعله وترفض أن تشتري واحد جديد لأنها تكنز الفلوس، والحذاء المتهرئ لصبي-جدته مبروكة الشيالة- يحلم  بأن يذهب إلى المدرسة بحذاء جديد، ومن هنا تبدأ رحلة معاناته من الذهاب إلى العتقي ((محمود عيد)) الذي يصلح الأحذية القديمة، ومن كثرة محاولات العتقي لإصلاح الصندل بات في آخر الأمر يجمع بين الصندل والحذاء، وفي نهاية المطاف يبكي إلى أمه وتد البيت بقلبها الحاني، فجعلته يكتب رسالة إلى جدته في المدينة لتزورهم وتشتري لها حذاء جديد، ذلك الحذاء الذي لم يصدق عيناه حينما رآه وظل يرقص فرحًا على الموسيقى الصادرة منه؛ تلك الموسيقى التي تعزفها الأشياء الجديدة.

أما قصة ((أيام الخزنة)) من خلال هذا المكان يستعرض لنا أسرة كبيرة بأعدادها فقيرة بمالها، فهي تشبه القبو والذي كان ذات يوم  مخزن لدكان كان جزء من المنزل؛ أنشئه الأب وملأه بضاعة ولكن الابن لم يفلح مثل أبيه، ومع مرور الوقت تحولت إلى ما يسمى بالمندرة يجتمع فيه مع أصدقائه شاربي الشاي، أما الخزنة فتحولت إلى حضن يحميهم من برد الشتاء القارص ففيه ينامون ويأكلون ويستحمون ويقضون حاجاتهم؛ فكان الجردل هو محل الأدب، والأم وتد البيت تديره من إعداد الطعام وتربية الأبناء وتفليهم من القمل والبراغيث ورعاية زوجها، وحينما تضيق بها الدنيا تبكي فقط ولا شيء يتغير ولا حمل يخفف عنها، ويتزوج الأبناء ويموت آخرون –ثلاثة- في الحرب، أما جعفر إحدى أبنائها يحصل على البكالوريوس ويتزوج، وذات يوم تسمع الأم والأخ صوت جعفر في الراديو يتحدث عن إخوته ولكن يحكي عن حياتهم بطريقة غريبة فتشككت الأم والأخ  أنه جعفر فعلا وقبل أن تموت لم تنساه ودعت له.
الخزنة لم تكن مجرد مكان يعيشون فيه بل كيان، المكان ترك في نفوسهم بصمات وأشباح على الحائط تتولد من اشتعال لمبة الجاز وهم تركوا أيضًا  في الخزنة بصمات أنفاسهم وروائح ملابسهم ودفئ أجسادهم وأصواتهم.
نجح خيري شلبي أن يعرض من خلال الوتد والمنخل الحرير والعتقي وأيام الخزنة رحلة أسرة في الحياة وتدها المرآة المصرية. 


no copy

no