عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

30 أغسطس 2013

حولية60 - رسالة ( وطن)




إلي نور/

مساء الورد..
أحب الورد كثيراً!! لا أعرف إذا كنت تحبينه أم لا؟! ولكن علي أي حال هو رمز الجمال والتفاؤل, ولهذا وقع عليه إختياري ولعله يكون إختيارا موفقاً!!

لقد كتبتي (رسالة) رداً علي خاطرتي, وأنا وعدتك أني سوف أرسل لكِ رسالة رداً عليها, ولا أكذب عليكِ ترددت كثيراً أن أكتبها وكدت لا أكتبها,  لعل تفهمي السبب في السطور القادمة, ولكن ما جعلني أكتب الآن هو أني لا أحب ألا أفي بوعدي فأنا أعتبر الوعد ميثاق!!
لن أطيل في حديثي, فعندما يطيل الحديث يفقد مغزاه, أنا لست تلك الفتاة التي تحدثتي عنها التي تسكن ( البرج العاجي) أنا أبلغ من العمر 30 عاماً,  لا تعرفي ماذا رأيت؟ أو ماذا حدث لي؟! الذي سمعتيها مني أو تعرفيه عني نقطة في بحر, أنا لم أبدأ تحمل المسئولية منذ أن تخرجت بل بدأتها منذ أنا أبصرت الدنيا, لم أعرف مامعني الطفولة يوماً؟! لم أعرف طعم فرحتها؟ يقولون أن أحلي أيام هي أيام الطفولة وأنا أقول هي أسوء أيام!!
لم أشعر بالهواء وهو يداعب شعري القصير وأنا أركب المراجيح فأنا أخشها إلي الآن, و لم أشعر بشعري وهو يضايقني من طوله فأربطه ( ذيل حصان) فدائماً كان قصيراً, ولم أشعر بالتراب بين يدي وأنا ألعب به كما يفعل جميع الأطفال, و لم تعرف رئتي معني (اللهث) من اللعب مع أبناء الجيران, ولم يشعر جسدي  بتلك الرجفة التي تصيب الأطفال بعدما يخرجون من حمام السباحة, ولم أشعر بتلك الفرحة التي تنفجر في صدور الأطفال حينما يعرفون إنهم سوف يتنزهون اليوم!!
 ولم أعرف طعم الفرحة ..لم أعرف ماهي الطفولة؟!
تحملت المسئولية إلى أن قسمت قلبي وقلبت حياتي رأسا علي عقب!!
وليس معني أن أقطن بيتي أني أنفصل عن الواقع وأقطن كوكب نبتون, وأن الناس الذي تنزل إلي الشارع هم السكان الشرعيين للكرة الأرضية, دعيني أخبرك أن بيتي هو (واحتي) الذي أرتاح فيها بعد أن انهكتني ونهشت في الحياة لمده 24 عاماً, ومن خلال بيتي أتطلع علي الواقع بل وأرصده, ليس المهم أن أنزل إلي الميادين لكي أري وأعرف الحقيقة, فكم هم الذين ينزلون إلي الشوارع ويمارسون الحياة وفاقدين البصيرة, المهم أن يمتلك الإنسان البصيرة لكي يري الحقيقة ويري الواقع, دعيني أخبرك بشئ فلقد قرأت أمس  خبراً في (دولة بولندا) مضمونه إن الأمهات يبيعون أطفالهم, قررت أن أكتب عنهم, فهل لكي أكتب  يجب أن أسافر إلي بولندا لكي أري الواقع, المهم أن أعيش الواقع وأرصده بمنظار!!
وليس معني كلامي ألا أنزل إلي أرض الواقع لكي أعيش الحدث..
ولكن لكل إنسان حياته الملائمة له..
المهم أن يري الواقع بمنظاره الخاص حتي ولو كان يجلس فوق ربوةعالية..المهم أن يره من أي مكان متاح له وينقله ويقوم بدوره في الحياة!!
ليس المطلوب مني أن ألطم لكي أقدم دليلا أني أحاكي الواقع , فلكل إنسان رؤيته في الواقع وليس هناك واقعاً ثابتاً, فلكل إنسان واقعاً يعيش ويعبر عنه كما يروق له, المهم أنه يكون إنسان قبل أي شئ!!

نيللي التي تعرفيها لا تعرفي ماذا حدث لها؟! وماذا تحملت؟! وكيف قلبها ينزف ولا يتوقف عن النزيف ولا البكاء في كل ليلة, تعاني كل يوم بل في كل لحظة  وتحاول أن تكون قوية, قوية بالله ثم بأهلها, أهلها التي تعتبرينهم (دائرة) لا تريد أن تخرج منها.

  ياعزيزتي ليس مشكلتي كما قولتي أني في (برج عاجي) و أني أسجن نفسي في (دائرتي) أتعرفين ماهي مشكلتي الحقيقية؟! هو ((الإحتياج)) أحتاج حضن أمي فأنا أحبها واشتاق لها, وأختي تستولي عليها لكي تحقق لها كل ما تحتاجه, تسلبها مني لأجلها وهل ليس لي حق في أمي؟! أمي التي أحاول أن أشبع منها ومن حضنها لأني أخاف أن استيقظ يوماً من النوم وأجدها فارقت الحياة ربنا يطيل في عمرها آمين.
وزوجي الذي احتاج له لكي يخفف عني ما عنيت منه طوال حياتي وما أعانيه حتي هذه اللحظة التي أكتب فيها لكِ, ياليته ظهر في حياتي منذ أن ولدت, كان حماني من الألم والوجع والإهانة والحرمان ولكن كل شئ بميعاد وليس بوسعنا أن نقدم شئ أو نؤخره كل شئ بيد الله سبحانه وتعالي!!
وأصدقائي أحتاج لهم ولأصواتهم ولمتنا وضحكاتنا وأحاديثنا, فهذه هي الصداقة؟! ود ووصال!!
إذا لم تكن كذلك فماهي الصداقة؟! وما الداعي لها إذن!!
آسفة فأنا لا استطيع التحرر من دوائري فأهلي هم  دمي, أما الأصدقاء فمن الممكن أن أتعرف علي غيرهم ولكن ليس معني أن أحب أصدقائي وأريدهم أني أسجن نفسي في (دوائر) بل معناه أني أحبهم, حتي إذا خرجت منهم وتعرفت علي ناس آخرين..ليس كل الناس تنجح في أنها تترك أثر بداخلك, ذلك الخيط تتذكرينه التي تحدثني عنه قبل ذلك الذي يظل يشدك تجاه هؤلاء الناس الذين نجحوا في أن يتركوا بصمة في قلبك, هذه البصمة لا تمحو مهما مر الزمن!!


أما مشاكلي لا تكن شيئاً بجانب مشاكل العالم..
لا أحتاج إلي ميزان لكي أضع فيه مشاكلي ومشاكل العالم لكي أعرف أن مشاكلي لا وزن لها, لكل إنسان مشاكله ويجب أن تحترم ويكون لها وزنها, ومشاكلي هي جزء من مشاكل العالم وماهي مشاكل العالم إلا مشاكل البشر تجمعت في نقطة فأصبحت كبيرة, وبهذا يكون الميزان غير عادل لا ينفع أن نزن فرد بجماعة وخصوصا أنه جزءا منهم, فأنا مشاكلي لها وزنها وقيمتها ولها خفايا لا يعلمها غيري!!

ياعزيزتي مشكلتي..
احتاج إلي وطن!!
ليس الوطن فقط هو مانعيش فيه..
بل الوطن  أيضاً هم أهلك وأصدقائك..
احتاج حب ودفئ وحنان وأمان..
احتاج ضحكات تجعلني  من شدتها أكاد أتنفس..
ودموع تبلل وجنتي..
احتاج أن ابتسم من ذهني وقلبي عندما اشتاق..
احتاج أن تتصارع ضربات قلبي عندما يفاجئني أحدهم بزيارتي..
احتاج أن أتحدث أحاديث لا أشعر بالوقت معها..
احتاج إلي حضن أقطنه عندما يسكني الخوف!!
احتاج إلي أن يمسح علي رأسي عندما تجتاحني الأحزان!!
احتاج إلي اتشارك الطعام معهم!!
أنا احتاج إلي وطن!!


لم أكن أنوي الحديث عن الماضي معكِ لأني عندما تحدثت عنكِ كنت أتحدث عن ((صداقتنا))
الأساس المقام عليها صداقتنا..
هل هي الثقة؟!
أم عدم الثقة؟!
هل هي الأمان؟!
أم الخوف قد أخذلك؟!
أنا غير
أم مثل سائر البشر السيئين؟!
هل أنا أصل
أم صورة؟!

الصداقة إذا كانت مقيمة علي نسبة صغيرة من الثقة والأمان خوفاً من الخذلان والألم..
بسبب أشخاص آخرين خذلونا في حياتنا..
تعتقدي إنها تكون صداقة!!
الصداقة هي الثقة والأمان والحضن الذي ارتمي فيه هروباً من غدر البشر وهو الملجأ الذي إلتجأ فيه لكي أشعر بالراحة من أعباء الحياة!!
ياصديقتي لم أكن أنوي أكتب الرسالة..
((المشاعر لا تحتاج إلي شرح فهي تحس وإذا شرحت تفقد جمالها, فالمشاعر ((دفئ)) فهل تستطيعي أن تشرحي الدفئ, فمهما حاولتي لن تعرفي وستشعري بالعجز.. عجز لسانك أن يصف دفئ قلبك))

ياصديقتي لا تحدثني عن الماضي عندما أحدثكِ عن صداقتنا..
حدثني عن الحاضر ..
فأنا من حاضركِ ليس من ماضيكِ..
أنا ليس من خذلوكِ أو أنوي أن أخذلك..
أنا حينما كتبت خاطرتي ..
كانت عتاب..
لأني لا أنوي أن أتألم مرة أخري..
فأنا كدت أشفي  من صداقات أرهقتني وكادت تفتك بحياتي..
ليس بي سعة  أن أعيش الألم مرة أخري..
فأنا يا أما صديقة أم صورة لصديقة..
وأنا أرفض أنا أعيش صورة!!
أنا أعيش وأتمسك بأن أكون صديقة!!

والسلام ختام,,

كتبت في
يوم الجمعة
الساعة 10:00 م

 نيللي علي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بكلماتكم العطره التى تفوح منها أجمل العبير:)

no copy

no