عطر الأحباب

لكل كاتب عطره الخاص، نستنشقه من خلال كتاباته، فتعبر كلماته إلى قلوبنا، فندمن هذا العطر، أنه عطر الأحباب!

2 أبريل 2013

رسالتي الثانية إلي أبي..في يوم اليتيم



مساء الخير / أبي..



دعني أسألك يا أبي هذا السؤال..
 
مامعني كلمة أبي؟
أهي إسما أم فعلا أم الأثنين معا!!
 لم أعرف نطقها ولم أشعر بها!!
 
هناك نفقاً في قلبي ممهداً لهذا الإحساس ولكنه مازال فارغا!
لم تزوره إبي!
تركته فارغا!
هذا النفق كان يستدعيني من آن لأخر لكي يخبرني بأنه يريد الحب الذي مهد من أجله!
فأبحث في وجوه الناس عن شبيهاً لك!
فأسعد قليلاً بأن هناك شبيهاً لك!
ولكن سرعان ما أحزن لأنه ليس أنت ولكن مجرد وجه يشبه وجهك وليس روحك وجسدك!

انتظرتك وطال انتظاري!

حلمت كثيراً إني انتظرك في المطار بالزهور وأجري وإرتمي في حضنك وأختبئ فيه ويتقلص حجمي من شدة عناقي لك وتلف بي وأشعر بأن الكون يلف من حولي فرحاً بوجودي بين أحضانك!
وحلمت إنك تشتري لي الحلوي والشيكولاتات وتفاجئني بها!
فكم أحب إلي الآن من يفاجئني بالحلوي وكم أشعر بفرحة لا توصف لأنني افتقدها منك!
وحلمت أن تفسحني في أجمل الأماكن ونتغدي سوياً ونتضحك ونحن نأكل ونتبادل أطراف الحديث وأستنشق رائحة سجائرك أعرف إنها مضره ولكنها سوف تفوح من روحك فتجعلني أشعر بعطرك!
أتعلم أني أتذكر عندما كان عمري 5 سنوات وتشتري لي الألعاب, أشعر بالتحديد بالفرحة التي كانت تغمرني وقتها عندما كنت تختار لي العجلة..كم كنت سعيدة!!
كنت أشعر وكأنك تمتلك جميع ((مفاتيح خزائن الألعاب)) ومن أجلي سوف تفتحها جميعها لكي تخرج منها أجمل الألعاب لكي تفرحني!
فحينما اشتريت لي ( عروسة باربي) شعرت وكأني (أليس في بلاد العجائب) من جمال العروسة وجمال بيتها أيضاَ!!
وأتذكر ((البالونة الهيليوم)) التي اشتريتها من أجلي ثم ضحكت عليه وقولت: إذا تركتيها لن تتطير منكي ولكنها طارت فوق فوق في السماء رأيتها تبعد عني في سرعة البرق مثلك أبي..بعدت عني في لمح البصر!!
 حلمت إنك تزوجني فكم كنت حزينة لغيابك من أهم مشهد في حياتي وهو زفافي..فإنا إبنتك الكبيرة ولم تهتم حتي بزواجي..كل الذي كان يهمك إن يكون العريس مليونيراً..هذا ما كان يهمك المال..المال فقط أما أنا فلا وجود لي عندك!!

حلمت وحلمت وتمنيت وانتظرت..
ولكن طال إنتظاري..
جعلتني يتيمة وأنت علي قيد الحياة..
تحججت بالظروف والعمل..
استخسرت أن تقطع تذكرة وتراني ولو ليوم واحداً..يوماً واحداً أبي!!

فجميع إعذارك إعذار  واهية!!

ثم مرضت وبكيت يا أبي وبكاءك ونحيبك كاد يقتلني..
ودعيت الله إن أراك قبل أن تموت!
ولكنك موت
موت يا أبي!
أبي لا أعرف مامعني أبي؟ ولا أعرف نطقها!
هل هناك شئ سوف يعوضني عنك!
عن الإحساس بك وعن تذوق لساني لكلمة بابا!!
افتقدك وأحبك وأكرهك أبي!
افتقدك منذ صغري وأحبك لأنك أبي وأكرهك لأنك حرمتني من جميع حقوقي..
وأبسط حقوقي هو أكون أبنتك!

موت وأصبح النفق معتماً فلقد كان مضيئاً طوال حياتك منتظر مجئ ولكن الآن..
ماذا  سوف ينتظر؟!
أصبح مظلماً..يستقبلني يومياً لكي أختبئ فيه وأبكي!!


لماذا فعلت بي كل هذا ؟؟
فهل أنا عدوتك أم إبنتك؟
لماذا  جعلتني أحسد كل إبنة علي إبيها؟؟
لماذا جعلتني انظر إلي أي أب وهو يحمل إبنته الصغيرة بنظرة حسرة وحزن علي افتقادك؟؟

لماذا أبي؟؟
لماذا؟؟ 


ماذا كسبت؟؟ في الحقيقة إنك خسرت كل شئ كل شئ



وفي يوم اليتيم
أشعر بأني يتيمة أبي..
يتيمة يتيمة!!
اليتم ياأبي ليس بالموت فقط ولكن بالحرمان والجفاء والإهمال أيضاً يا أبي؟!
ما أقساك أبي؟!

هناك 3 تعليقات:

  1. نيللي ..
    بكتيني :(
    وانتي عارفة ازاي وليه بكتيني !!!

    الله يسامحك :((

    ردحذف
  2. مشاعر راقية اتجاه الاب، وإن كانت الرسالة جاءت بشكل عتاب.
    تحية طيبة أختي نيللي

    ردحذف

نرحب بكلماتكم العطره التى تفوح منها أجمل العبير:)

no copy

no