لا
أؤمن بالصدف! في كل شئ في الحياة لأننا لم نأتي إلي تلك الحياة صدفةً أو
عبثاً ولا ننجح صدفة فإذا اجتهدت بالتأكيد سوف
تنجح وليس من قبيل الصدفة ولا نفشل صدفة فهو نتيجة أخفاقاتك في اتخاذ
قرارتك و مواقفك، ولا نحب صدفة، ولا نعمل ولا نتزوج ولا نرزق صدفة
ولا نعرف شيئاً صدفة بل كل شئ قدر قدره وكتبه الله سبحانه وتعالي.
دائماً
أحلم بالصدفة- التي لا أؤمن بها- شارع يجمعني صدفة من قابلتهم في حياتي،
شارع يكون شاهد علينا وعلي مشاعرنا سواء بالفرح أو بالحزن، فأنا أتذكر
ملامح الناس جيداً لا أنسي من قابلتهم في حياتي سواء أحبتهم أو كرهتم أو
بين بين- أشعر بأن قلبي لا يكره ولكن يجرح جرح عميق فيظل يفرز سوائله
فتحرقني وكلما تذكرت من ظلمني أتذكر فيزداد ألمي وليس كرهي- وفي أغلب
الأحيان لا أنسي ( الاسماء) أتذكر كل شئ وكأنه أمس ولم يمر عليه سنوات طويلة!
فأنا
أتذكر بل أكاد أن أري نفسي وأنا أرتدي ( مريلة لبني مرسوم عليها ميكي
ماوس) في ( الروضة) كان في طفل يسمي ( محمد فتحي) كان متميز في العزف علي ( الدرامز) ومن شدة
أعجاب المدرسين بعزفه كان يجعلونه يعزف لهم أثناء (الفسحة) أتذكره تماماً
بشعره المجعد والإبتسامة التي كانت رفيقته دائماً!
وأتذكر
أيضاً وأنا في ( الروضة) (عمر)و الذي كان شديد الذكاء والبداهة، وأتذكر
أيضاً ( أسامة) الذي كان متميزاً في الشعر وكانوا يأخذونه كثيراً في (
الأذاعة المدرسية) والحفلات!
وفي
مراحل عمري المختلفة أتذكر ثلاث بنات كانوا يحبونني بشدة، أتذكر ( نهال)
ذات الشعر الأسود القصير المربوط دائماً ( ربطة ذيل الحصان) التي كنت أهرب
منها بأعجوبة في (الفصحي) وأذهب إلي ( أمي) لأنها كانت معلمة في المدرسة،
ولكن ( نهال) لم تيأس في البحث عني وإنها تجدي، حزنت عليها كثيراً عندما
توفت أختها الصغيرة بمرض القلب!
وأتذكر ( أميرة الجزار) التي كانت تريد الجلوس بجواري وأنا كنت أرفض لأنها ( بليدة) ومن وجهة نظري وأنا صغيرة إنها سوف تجعلني مثلها!
وأتذكر(
مروة) بوجنتيها المنتفختين كانت تجلس بجواري في المنضدة في مرحلة الثانوية
وكانت تحبني وتشتري لي الحلوي وكانت تخاف علي، وكانت تعشق ( كاظم الساهر).
وفي
المرحلة الإعدادية أتذكر ( أحمد ربيع) هذا الولد الذي بشرته كانت في لون
عسل النحل الصافي وكان معظم البنات مغرمين به وهو كان يشعر بذلك، فكان
دائماً يمشي وهو يضع كلاتا يديه في جيوبه غروراً منه لأنهم متيمين به!
و( داليا) التي كنت أحبها واعتبرها صديقتي وهي أيضاً، كانت في غاية
البساطة وليس معقدة الملامح أو التفاصيل، بعد أنتهاء المرحلة الثانوية بحثت
عنها ولكنها تاهت مني في زخم الحياة ولم أعثر عليها!
وهذا الولد الذي صفحته علي وجهه، لأنه لم يذاكر جيداً وأبلة ( قدرية) التي
تشبه كثيراً( الممثلة سهير المرشدي) كانت تجعل البنات يضربون البنين إذا
أخفقوا في الإجابة، لا أعرف كيف طاوعها قلبها علي فعل هذا التصرف، فأنا
استنكره إلي هذا اليوم!
وأبلة
( سلوي) التي كانت تدرس لي في المرحلة الإبتدائية ( لغة عربية) كم كنت
أحبها! فلقد كانت حنونة ومدرسة ممتازة في شرحها ولهذا كنت أجتهد وأذاكر لكي
لا تغضب مني!
و( أستاذ أسامة) ذو اللحية السوداء وكان يدرس لنا ( علوم ) في المرحلة
الإعدادية وعندما يغضب منا يقول( ياجاموس أبيض) وكنت أتساءل بداهليز نفسي
لماذا أبيض ؟! لماذا لم يكن أسود! ثم هل هناك بالفعل جاموس أبيض صافي؟! لا
أعرف في الحقيقة؟!
ومدرسة
الرسم -لا أتذكر إسمها- كانت هي أيضاً عندما تغضب منا كانت تقول كلمات
لها العجب( ياكارثة الكوارث يامصيبة المصايب ) بصوت أوبرالي فخيم!
وأتذكر
(عم عوض) العجوز ذو البشرة السمراء الداكنة مثل الشيكولاته والذي كان يأخذ ( الفضلات) من البيوت, عندما أخذ
مني لعبتي ( البسكويت) وظل يمثل أنه يأكله وأنا أصرخ أريد منه أن يعيده
لي، وكان حينها عمري لا يتعدي ٥ سنوات!
أتذكر
جميع هؤلاء الناس من أسماؤهم وملامحهم حتي أصواتهم أشعر كثيراً أنه مازال
صدي يدوي في أرجائي حتي مشاعري وقتها أشعر بمذاقها جيداً!
وهذا جعلني أسأل نفسي سؤالاً:
لماذا نتذكر ناس بكل تفاصيلهم وأخرين ننساهم بكل تفاصيلهم؟!
هل
لأنهم كانوا مؤثرين بأي شكل من الأشكال سواء بالسلب أو الإيجاب، بالفعل
عندما راجعت ماأتذكره من ملامح البشر ووجدت أنهم أثروا في سواء بموهبتهم أو
حبهم أو بطيبتهم أو عفويتهم، ولذلك ظلت ملامحهم محفورة بداخلي!
وفي الذين أثروه بالسلب وأذوني أتذكرهم بوضوح لعمق جرحي!
أما
الذين ننساهم فأما ذاكرتنا ضعيفة وهذا ذنبنا لا ذنبهم، لأما كانوا غير
مؤثرين، كانوا مثل الكتابة علي الرمل مع قليل من الماء تمحو وكأنها لم تكن!
وبالرغم
أن الدنيا تضع لمستها علي ملامح الإنسان وتغير بعض ملامحه، فتغيره قليلاً
أو كثيراً حسب قوته وإيمانه وحبه للحياة، إلا أن ذاكرتي قوية وأتذكر الناس
وكأنني كنت معهم من دقيقة واحدة ولم ويمر وقتاً طويلاً علي آخر لقاء لنا!
ومن
تذكر روح الناس وملامحهم يأتي الاشتياق ومن الاشتياق يولد الحنين إلي (
الصدفة) - وأكرر لا أؤمن بالصدفة- كثيراً أحلم بأن أجلس لكي أتناول قهوتي
فيفاجئني صوتاً يأتيني من خلفي، فأعقد حاجبيه محاولتاً تذكر صاحب هذا الصوت
فأتذكره فأدير رأسي فأجد من توقعته فتهاجمني إبتسامة لم ابتسامها منذ زمن
بعيد!
( ياليلت الشوارع تجمع أثنين صدفة) (1)
ولكن أعرف بل أؤمن بكلامي هذا بأن:
اجتمعنا فافرقتنا نواميس الكون.. ألن نلتقي ولو صدفة.. حتي الصدفة تأبي أن تجمعنا!
ولكن لماذا الصدفة تأبي أن تجمعنا؟!
لأن
أحياناً ظروف الحياة تكون أكبر منا، تخيل أن في كثير من الأحيان يكون لك
صديقاً ولكي ترتب للقاءه ممكن يؤجل كثيراً وفي النهاية تنهك وتتمني لو تراه
صدفة، فالحياة كلما هرمت تزداد صعوبتها وتزداد معها مشاكلها التي تلف في
كياننا أسلاك شائكة بيننا وبين الذين نتمني لقاؤهم!
وفي
الصدفة تظهر كل شئ علي حقيقتها، فالمشاعر لا تكذب وقتها حباً أن كان أو
كرهاً وذلك بسبب المفاجأة، فحينما يتفاجئ الإنسان لا يعرف أن يعبر عكس
مايشعر به، وهنا تكمن جمال الصدفة في المشاعر الصادقة المتدفقة حينها!
ولذلك هي صدفة خير من ألف ميعاد!
(1) مقولة منقولة
كلنا ننتظر الصدفة ..كلنا ننتظر المعجزة التي تغير حياتنا ،، و المعجزة لا تحدث و نادرا ما تحدث ..
ردحذفو فعلا نتذكر أدق التفاصيل و ننسى التفاصيل العظيمة ..
هذه الحياة يا أختي ..
بكلماتك اخترقتي أعماق روحي أشكرك
الصدفة ..وهل هناك شىء اسمه صدفة ...؟!!!!
ردحذفلا بل هو قدر يرسم كل تفاصيل حياتنا
حتى عندما نتذكر اناس وننسى غيرهم يكون هو ايضا القدر
الذكرى بكل مافيها بحر واسع نلقى فيه بما مضى من حياتنا لا يظهر على صفحة البحر لكن يظل يسكن القاع كلما تعمقنا فى اعماقه سنجد ما نبحث عنه دائما
هنا ذكرى منذ ان كنا اطفال بشريطة زرقاء بالشعر وهنا مرح المراهقة ومشاعرها الرقيقة الصادقة وهنا خجل كسى وجنتينا عندما سمعنا اول كلمة للحب وهنا فراق وهنا لقاء .... لكن حتى لو تقابلنا من ذكرى مضت لن تكون بنفس طعم الماضى وروعته فالثمار دائما اطيب فى وقتها فقط ..
يااااااااه يانيللى تدوينة النهاردة ( دسمة ) وحركت احاسيسى بشدة
سلمت اختى الحبيبة وسلمت حروفك والموسيقى مؤثرة جدا مع الكلمات :)
تحياتى لك بحجم السمااااااااااء
ربما صدفة تذكرنا بعمر جميل
ردحذفواخري تقتلنا
يسلمواااااااااااااا