من أسبوع كنت أجلس علي كرسي مكتبي أمام نافذة
حجرتي ونظرت إلي السماء لكي أتأمل فيها وجدتها صافية, حينها ابتسمت ودعوت الله بأنه
يحقق أحلامي ثم فتحت المصحف لقراءة (سورة الكهف) كعادتي يوم الجمعة ولكن وأنا
أقرأها كنت أشعر أن قلبي مقبوضاً, كنت أعرف لماذا أشعر بهذا الشعور! كان هو يوم
موت كثير من المصريين في ( ماتش الأهلي والمصري) كان قلبي يعتصر ويسألني: كيف يشعرون أهل الشهيد الآن؟! جاوبت قلبي وقولت
له: مهما حزنت لن أستطع أن أشعر.. بماذا
يشعرون أهل الفقيد؟!
ضربات قلبي زادت أكثر وكان يوجد شيئاً آخر يؤرقه, حماي كنت
قلقة عليه.. فلقد كنت أحبه لأنه كان يحبني ويمزح معي دائماً, دائماً كان ينطق أسمي
(نيللي) بكل قوة حماس وأنا أرد عليه قائلة: عمو حبيبي, وكان ينصحني بأني أؤكل خيار
كثير لكي يكون السكر مضبوط عندي, بالرغم أني أعلم جيداً أن الخيار ليس له علاقة باعتدال
السكر إلا أني كنت أشعر بالسعادة لأنه مهتم لأمري, وكان كثيراً ما يداعبني كان كل
ما يراني يقول لي: وأعييييييط, لأنني بكيت مرة أمامه من مشكلة حصلت ومن وقتها وهو
يمزح معي لكي أضحك..
تعب يوم الخميس فجأة ولا أعرف لماذا شعرت بأنه
سوف يموت؟ وبالفعل وأنا أقرأ القرآن, سمعت تليفون زوجي يرن, قلبي أنقبض وأسرعت إلي
الحجرة وكأنني أرفض أن أصدق أنني سوف أستمع الآن إلي خبر وفاة حماي وقد كان, بمجرد
أن أغلق زوجي التليفون قال: بابا..مات..
تسقطت مثل ورقة الشجرة الذابلة علي السرير
منهارة, شعرت بأنني أصحبت ذابلة فجأة من الحزن الذي غمرني فجأة, بالرغم أنني لم
أعشر حماي كثيراً ولكنه إنسان بعزه و بحترمه وأحبه كثيراُ..
لم أكاد أن أفوق من صدمة وفاة حماي, إلي أن جاءتني
الضربة الثانية وهي وفاة معلمي: إبراهيم الفقي, أتصل زوجي وأخبرني, تمنيت أن ما سمعته
كابوساً ليس حقيقياً, عيوني انهمرت منها الدموع لا أعرف كيف نزلت ولم أستطع أن
أوقفها! بكيت وبكيت وبكيت لدرجة أن صوت بكائي أصبح عالياً مثل بكاء الأطفال, كنت
أكل وقتها أحضرت كمية كبيرة من الأكل وظلت أكل وأبكي, كنت أكل بالرغم أنني لا أريد
أن أكل, ولكنني كنت أريد أن أخرج حزني في أي شئ, وكأن الأكل أمضغه لكي أطرد ألمي
فيه, ألم بالفعل ما أشعر به الآن ألم,! لكنني لا أعرف أي جزء من جسدي يؤلمني,
أعتقد ليس هو ما يؤلمني..أعتقد روحي تؤلمني, قلبي يرتعش, تدور بي الأرض..أبكي.أنظر
لنفسي في المرأة أرفض أن أصدق وفاة معلمي..تذكرت! عندما أرسلت له أميل
لمقابلته..وبالفعل حددوا لي موعد ولكنني لم أذهبت لغلو التذكرة..ندمت وقولت
ياليتني قابلتك..ولكن حمدت الله علي كل حال وفجأة !جريت كالمجنونة أبحث عن ( الأي
بود) وشغلت المحاضرة الوحيدة اللي حضرته له.
في هذا اليوم كنت سعيدة جداً لحضور محاضرته وارتديت
أحلي ملابس عندي وأنا في طريقي حدث لي ولزوجي حادثة ولكن الحمد الله نجونا منها
وحضرت المحاضرة, أول محاضرة كانت لأحمد عبد القدوس, ودكتور إبراهيم كان المحاضرة
الثانية, انتظرته وظلت أنظر في الساعة لا أتوق الانتظار..فأنا أريد أن أراه, وأول
ماشغلوا سيرته الذاتية علي الشاشات شعرت بأنه قرب سطوعه علي المسرح, وبالفعل دقائق
وقد سطح مثل الشمس ألتفت سريعاً لكي أراه وجدته يخرج مسرعاً يرتدي بدلته البيضاء
ووجنتيه حمراء وشعره الأبيض ينساب علي جبهته والابتسامة لا تفارق شفتيه لم أشعر أنه
رجل يبلغ 62 عاماً, بل شعرت أنه شاب في 30 من عمره, روحه الجميلة امتصت كل عوامل الزمن من إرهاق وتعب
ومرض وجعلته في ريعان شبابه.
انبهرت به لدرجة أنني شعرت أن عيوني لا تستطيع
أن تراه..كأنه شمس من قوة أضاءته تجعلني لا أري جيداً, وبروحه الجميلة جعل روحي تنسي ما حدث لي في الحادثة..أضحكني كثيراً جعلني أشعر بأنني لا أريد أن أخرج من
هذا الكون..كون الإيجابية والروح النقية المتصالحة مع ربها ومع النفس ومع الناس
ومع الكون.
ما أصعب أن يشعر الإنسان أنه لن يري من يحبه
مرة أخري! ماأصعب الفقد! تنظر إلي كرسيه فتجده فارغاً..تنظر إلي عكازه فتجده يتيماً,
تستمع إلي صوته فيضحكك بكلامه.. فتجد أنك تبكي! تنظر إلي صورته تحسسه بروحك فترتسم علي شفتيك
ابتسامة حزينة وتنزف عيونك بالدموع وتصاب ببركان من الألم لفراقه...فأنك لن تحتضنه..لن
تنظر في عيونه..لن تستمع إلي صوته..لن تشعر بدفئ روحه..لن تراه مرة أخري.
أشعر بألم يجتاحني ! أكاد أشعر بطعمه في حلقي
وفمي, فطعمه مر مثل مرارة القهوة, مرارة القهوة التي لا يستطيع أي شئ أن يطغي علي مرارتها, وبالرغم من الألم!
ألا أنني دائماً أحاول أن أتعلم من الذي يمر بي, وأحفره في قلبي لكي لا أنسي
الدرس.. أتعلمت بأن أتقرب إلي الله أكثر وأكثر وأكثر..أتعلمت بأن لا أتضيق من أصدقائي
حتى لو أخطئوا في حقي, لا أترك أمي وأجلس علي النت بالساعات وهي مشتاقة لي, أتعلمت
أن لا أتضيق من زوجي علي أشياء صغيرة, أتعلمت بأن أحب نفسي أكثر ولا أتركها لعبة
في يد الآخرين لكي لا يضيعون أحلامي.
أتعلمت من أن أقدر قيمة من هم حولي لأنهم أذا
كانوا موجودين الآن من الممكن لن يكونوا موجودين غداً, فالموت لا يعطي خبراً ولا إنذاراً,
فالموت علينا حق.
والذي قال: الحي أبقي من الميت ..كذاب, لأنه
لا يوجد حي فجميعاً ميتون ولكن كل واحد له ميعاد, ولذلك لا يوجد أحداً أبقي من أحداً,
والميت قيمته مثل الحي تماماً..فكيف نقول أن الحي أبقي! أبقي في أيه؟! فكلنا
سوسيه.
وفي النهاية أريد أن أقول لأبي يوسف أدريس
وحماي ومعلمي إبراهيم الفقي سوف أقرأ لكم القرآن وأدعو لكم في صلاتي بأن الله
يرحمكم ويجعل مثواكم الجنة, و يارب تكون روحكم سمعه روحي, أقول لكم وروحي تبكي
بحبكم من قلبي, يارب أشوفكم في الجنة.. يارب أشوفكم مرة أخري.
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
أختي الفاضلة نيللي ..
ردحذفإنا لله وإنا إليع راجعون ..
أعظم الله أجركم .. وأحسن الله عزاءكم .. وغفر الله لحماك وللدكتور إبراهيم ..
أعلم الشعور عند فقد الأحباب .. فمنذ أيام قليلة فقط فقدت كذلك أستاذي الشيخ عبد الرزاق الحلبي وكتبت فيه تدوينة بعنوان نعي وعزاء ..
تحيتي لك .
ونعمه بالله أخي ..وبالفعل قد قرأت لك هده التدوينة وتألمت عندما قرأتها وهاأنا أتالم بالفعل عندما مريت بي.
حذفربنا يرحم جميع موتنا آمين
وشكراً لك.
ربنا يرحمهم يا رب و يرحم امواتنا و اموات المسلمين اجمعين
ردحذفحقا لم يكن يوما الحي ابقى من الميت ليتنا نتذكرهذا و نحن من حولنا و نستغل كل لحظة بجوارهم فنحن لا نعلم ان كنابجوارهم لاخر مرة
ربنا يصبرنا جميعا يا رب
تحياتي
شكرا لكي ولتواجدك ..كم أنا سعيدة بوجودك الدائم فى المدونة
حذفوربنا يصبرنا ويرحمنا يارب جميعاً
ربنا يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته
ردحذفامين يار ب
يارب آمين
حذفكل يوم والتاني نشيع حبيب
ردحذفالدنيا اصبحت اكثر الما
لكن في النهاية هي دي الاقدار
رحم الله موتانا جميعا
وتغمدهم برحمته
انا لله وانا اليه راجعون
البقاء لله
آمين يارب العالمين
حذفآنت خلتيني بكيت يا نيللي .. ربنا يرحم والدي .. ورحمة الله علي الاستاذ. ابراهيم الفقي والاستاذ. يوسف ادريس.
ردحذفربنا يصبر قلبك ويبرد نار شوقك لفراق الاحباب
اسلوبك في الكتابة بقة تحفة.
ربنا يبارك فيك ويرحمنا ويرحم جميع موتانا ويصبرنا علي فراقهم
حذفيارب
يارب اللهم آمين يرحم جميع احبائنا
ردحذفابكتينى يا نيللي الحقيقه كلامك كان جاى علي كل الجروح
ربنا يرحمنا جميعا وعندك حق من قال الحى ابقي من الميت كاذب
تحياتى نينو:)
تسلميلي روني وربنا يبارك فيكي حبيبتى:)
حذفانا لله وانا اليه راجعون
ردحذف:(
البقاء الله
ان فارقنا جسده .. فمازالت روحه تهيم حولنا
بل تسكن قلوبنا
تحياتي
يارب آمين يانور
حذفتسلمي ياحبيبتي علي تواجدك
صباح الشجن
ردحذفربنا يرحم حماكى وابويا ودكتور ابراهيم وكل موتانا ومتوتا المسلمين اجمعين
كل حرف كتبتيه وجعنى فى قلبى بجد وفعلا الحى ابقى من الميت .. كداب
ربنا يقويكى ويصبرك ويصبر الجميع يارب
ألف شكر ونورت المدونة وربنا يبارك فيك
حذفإنا لله وإنا اليه راجعون
ردحذفمش قادرة اقول حاجة يانيللي
فعلا الفراق مؤلم اووي
اوووي
ربنا يرحمهم ويرحمنا جميعا
ربنا يرحمهم يارب جميعاااااا
حذفشعرت بكل صرخه الم في كﻻمك علي حماكي ودكتور ابراهيم
ردحذفاحساس ان حد يتاخد منك فجاه دي صعب اوي
الله يرحمهم جميعا ويرحم اموات المسلمين
تسلمي ياوصف وربنا يرحمنا يارب جميعا
حذفعزيزتي نيللي ..
ردحذفأثارني العنوان ،
فبالفعل الميت قد يكون حيًا ،
و أنا أرى أن أسطورة خالدة كالدكتور إبراهيم الفقي ،
لن تغادر قلوبنا ما حيينا ،
فقد ترك خبرة كبيرة ،
و علومًا تشهد له و لنا ..
أسأل الله أن يسكنه و إيانا الفردوس الأعلى ..
دمتِ بخير ..
تحيآتي لكِ ..
تسلمي يادود علي تواجدك, وهو بالفعل لن يغاد قلوبنا ولا عقولنا..ربنا يرحمه يارب
حذفانت انسانة قوية جداً تعرفين متى تبكين وتعرفين متى تتعلمين ولديك القدرة على الكتابة وفي فمك مرارة الفراق
ردحذفانت بحق انسانة قوية
نور
سعيدة بوجودك مرة أخري..فلقد غبتي كثيراً, وربنا يكرمك علي كل كلمة
حذفوربنا يبارك فيكي.
البقاء لله ورحمهم اللهوأسكنهم فسيح جناته اللهم آمين
ردحذفأحيك غاليتي على هذه الروح الطيبة
ربنا يبارك فيكي كريمة وربنا يرحمهم يارب آمين
حذفالسلام عليكم
ردحذفهى الحياة اختى الحبيبة ... وسنتها
لامفر من قدرنا لابد من رحيل البعض ليحل مكانهم
بعض اخرين وتلك الايام نداولها بين الناس
رحم الله جميع موتى المسلمين وغفر لهم وصبرنا جميعا على فراق الاحبة
انا لله وانا اليه راجعون
البقاء لله غاليتى
لك كل الود
تحياتى لك
تسلمي أم هريرة ربنا يبارك فيكي حبي
حذفوربنا يرحمهم جميعا آمين
ربنا يرحمنا جميعا ويعفو عنا ويرحمنا
ردحذفتحياتي
يارب آمين
حذفتحياتي لك سندباد وعلي تنوريك المدونة
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
ردحذفوانا لله وانا اليه راجعون
اريج االورد لكي
ربنا يرحمنا جميعا يارب
حذفونورتي المدونة بوحودك
رديت عليكي على الفيس من اول لما شوفت تعليقك يا نيللي بس تقريبا رسالتي موصلتش
ردحذفانا كمان مسامحاكي وربنا يسامحنا جميعا ويحسن ختامنا
احتفظت بتعليقك لنفسي لأني مش عايزة حد يشوفه غيري
ربنا يكرمك ويوفقك ويديكي خير على اد طيبة قلبك
وانا سعيدة أنك خلاص مش زعلانه مني وأنا هنشر التعليق عشان دكتور إبراهيم الفقي يكون شاهد علينا فى المرتين اللي هو كان السبب اننا نتصالح, ربنا يرحمه يارب ويغفر لي وثواب مصالحتنا مع بعض تكون من نصيبه.
حذفوربنا يغفر لنا جميعاَ يارب.
وربنا يسعدك في كل حياتك يارب.
البقاء لله يا نيلي الموت علينا حق ولكننا لا نتحمل فكره الفراق او الوداع ولكن الله ربط بيننا وبين احبتنا بالدعاء فيا رب اجعل مثواهم الجنه
ردحذفونعمه بالله
حذفشكرا يانونه وربنا يباركلك يانونه
البقاء لله
ردحذفالموت هو الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة ، وحقاً إن ما يبقي للإنسان بعد وفاته هو سيرته وعمله وفكره.
رحمه الله علي أمواتنا جميعاً وربنا يلهمنا الصبر والسلوان .
ونعمه بالله ياديدي
حذفتسلميلي ونورتي المدونة
أختي نيللي عظم الله أجرك في حماك.
ردحذفورحم الله الدكتور ابراهيم، وموتى المسلمين أجمعين.
البقاء لله وله الدوام.
تحيتي لك أختي الكريمة
ابو حسام ربنا يبارك فيك
حذفوربنا يرحمنا جميعا يارب
البقاء لله ربنا يرحمه يارب
ردحذفويجعل علمه فى ميزان حسناته
ونعمه بالله وبنا يبارك فيكي
حذفونورتني ياآية.
البقاء لله وحده حبيبتى وانا اعلم مدى الالم الذى يعتصر قلبك فحينما نفقد احباء اثروا فى حياتنا وكانوا يشغلوا مكان كبير نشعر بهذا الفراغ الذى تركوه رحمهم الله واسكنهم فسيح جنات وانا ايضا كنت احب الدكتور ابراهيم وكنت من اولى المتابعين له وقد اثر فى تغيير حياتى وتفكيرى جعل كل اعماله فى ميزان حسناته تحياتى اليك وقلبى معك
ردحذفربنا يرحمه ياهمس ويجعل مثواه الجنة آمين يارب العالمين يارب
حذفرحمه الله
ردحذفبكيت بحرقة عليه
ربنا يرحمه برحمته يارب آمين
حذفنورتي المدونة ياعبير